انتهت مغامرة الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا مع الكرة الإماراتية، إذ أعلن نادي الوصل عن إقالة الأسطورة بطل العالم 1986 من منصبه مديراً فنياً للفريق إثر الاجتماع الذي عقد لشركة الكرة في النادي الإماراتي. وكان مارادونا تسلّم تدريب الوصل الموسم الماضي، إذ وقع عقداً لمدة عامين ولم يكشف النقاب عن المقابل المادي، وتوقع الجميع أن تكون مسيرة الأرجنتيني مظفرة مع الفريق، لكن الرياح جرت بما لا تشتهي سفن إدارة الفريق الإماراتي، إذ قدم «الفهود» كما يعرفون في الإمارات موسماً مخيباً واحتلوا المركز الثامن في دوري المحترفين، وخرجوا باكراً من كأس رئيس الدولة ونصف نهائي كأس رابطة المحترفين، وكانت القشة التي قصمت ظهر البعير خسارة بطولة التعاون على يد المحرق البحريني، بعدما تقدم الوصل (3-1) في البحرين، ثم عاد وخسر على أرضه وبين جماهيره في دبي (1-3)، وفرط في اللقب بركلات الترجيح مع طرد حارس مرمى الفريق الدولي ماجد ناصر ولاعب المنتخب الأولمبي راشد عيسى. وهي المرة الثانية التي يواجه خلالها مارادونا المصير ذاته، فهو أقيل من منصبه مديراً فنياً لمنتخب بلاده عقب الخروج المذل أمام ألمانيا برباعية نظيفة في نهائيات كأس العالم 2010 التي أقيمت في جنوب أفريقيا. يمكن القول إن مسيرة مارادونا مع الوصل تخللها الكثير من الصعود والهبوط، فبعد بداية جيدة تعرض الفريق لخسارة أمام الجزيرة (0-1) في المرحلة الخامسة من دوري المحترفين في الإمارات، وبعدها دخل الفريق في مرحلة شك كبيرة لم يخرج منها إلا وهو في المركز الثامن مع نهاية الدوري. وعلى صعيد اللاعبين الأجانب لم يستقر مارادونا على لاعبيه، فأخرج في البداية العماني محمد الشيبة لمصلحة الأسترالي ريتشارد بورتا، وأخرج أيضاً التشيلي أديسون بوتش لأسباب شخصية، وطالب بالتعاقد مع الإيراني محمد خلعتبري لكن من دون أي تغيير على المستوى الفني. كما عانى الفريق من رؤية مارادونا الفنية في المباريات، وتحديداً من تغير مراكز اللاعبين بما لا يتناسب مع إمكاناتهم، فدفع ثمنها الفريق في النهاية خسائر متتالية على مدار الموسم. وعلى مدار الموسم كانت علاقة مارادونا مع مدربي الخصوم متوترة كثيراً، لعل أبرزها التراشق الإعلامي بينه وبين المدير الفني لفريق العين أولاريو كوزمين، والمدير الفني لفريق الأهلي، الإسباني كيكي فلوريس، ناهيك عن الاعتراضات المتكررة على الحكام ومهاجمتهم. كما أن الشارع الكروي في الإمارات لا يزال يذكر كيف ترك مارادونا الدقائق الأخيرة من المباراة التي خسرها فريقه أمام الشباب (0-2) على إستاد الأخير وتوجه إلى المدرجات للدفاع عن زوجته فيرونيكا بعد اشتباك مع جماهير الفريق الخصم. علاقة «الأسطورة» مع إدارة الوصل لم تكن على ما يرام، فهو هدد أكثر من مرة بالاستقالة في حال لم يتم تدعيم صفوف الفريق. وعلى هامش الإقالة قال رئيس مجلس إدارة نادي الوصل محمد بن فهد: «بصراحة لم يقدم مارادونا الإضافة الفنية التي كنا نتمناها»، وأشار إلى أن العلاقة بين الطرفين انتهت بمنتهى الود، وهذا ما جاء على لسان محمد بن فهد في البيان الرسمي الذي صدر عن النادي. لكن مسيرة مارادونا لم تكن كلها سلبيات مع الوصل، فهو لعب دوراً كبيراً في ارتفاع نسبة التسويق في النادي، إضافة إلى الحضور الجماهيري الكبير في مباريات الفريق، بلغ في بعض المباريات 10 آلاف متفرج، إذ وجدت جماهير فريق الوصل في الأرجنتيني ملهماً لها. على كل حال ليس كل الجماهير سعيدة بقرار الإقالة، لأن مواقع التواصل الاجتماعي لفريق الوصل شهدت منذ ليل أمس سجالات بين مؤيد ومعارض لقرار الإقالة من جماهير الوصل التي تعتبر مع جماهير العين الأكبر على مستوى الإمارات. أما بالنسبة إلى البديل فإن على لائحة شركة الكرة بنادي الوصل عدد من الأسماء، لعل أبرزها المدرب الفرنسي المعروف برونو ميتسو الذي أقيل من تدريب الغرافة القطري الموسم الماضي. وكان ميتسو خاض تجارب ناجحة في الإمارات، إذ قاد العين إلى لقب دوري أبطال آسيا عام 2003، والمنتخب الإماراتي إلى لقب كأس الخليج عام 2007.