جولة وراء جولة في الدوري الاماراتي للمحترفين، والحديث لا يتوقف عن الاسطورة الارجنتينية دييغو مارادونا، مدرب الوصل الاماراتي. لعل هذا الأمر ليس بجديد عليه، فهو محور الحدث في كل مكان يذهب إليه أو في أي قضية يبدي فيها آراءه المثيرة. أحياناً أراه «مسكيناً»... فهناك من يتلذذ بانتقاده أو تجريحه محلياً أو عالمياً، وأحياناً أجده مفترياً على البعض ولا يأبه بردود فعله. جولة وراء جولة والسؤال يطرح مكرراً في البرامج التلفزيونية والمطبوعات والمواقع الالكترونية... هل مارادونا مدرب جيد أم أنه لا يفقه في الامور الفنية سوى تنطيط الكرة أثناء الحصص التدريبية؟ او بمعنى آخر... (مارادونا مدرب أم لا؟). الحقيقة أن مارادونا لا يعطي هذا الحديث أهمية، ليس لانها من العرب او باللغة العربية، فهناك وسائل إعلامية أجنبية تكرر هذا السؤال، قبل شهر تقريباً كانت إذاعة ال «بي بي سي» البريطانية تتحدث عن جدوى وجود مارادونا على رأس الجهاز الفني لفريق الوصل الاماراتي، كان كل سؤال يطرحه المذيع يظهر فيه قناعته بأنه مدرب «فاشل»! طبيعة الاسئلة المطروحة لا تختلف عن الاسئلة التي تطرح في الاعلام العربي، مارادونا لا يملك المؤهلات... مارادونا يملك تجارب فاشلة... مارادونا أخرج المنتخب الارجنتيني من كأس العالم 2010 وغيرها من الاسئلة المخصصة في إظهار فشل صفقة مارادونا من الناحية الفنية وحصر الفوائد على النطاق التسويقي والترويجي لنادي الوصل ومدينة دبي. لست متخصصاً في تقييم المدربين، لذلك لن أنجر وراء هذه الحملة ولن أكرر السؤال بعدما انتصف الدوري، لكن هناك بعض الامور تنصف الاسطورة من هذه الانتقادات، أولها انه لا يملك الامكانات البشرية في الفريق، وهذا الامر يتفق عليه الجميع قبل قدوم مارادونا، فالفريق يضم لاعبين جيدين ولكن ليست النوعية التي تحقق البطولات. ثانيها ان مارادونا لا يزال جديداً على المجتمع العربي، وأعتقد انه لا يزال يحاول استيعاب طبيعة المجتمع. ثالثها لا اعتقد ان ادارة الوصل ومارادونا وضعا البطولات ضمن اهداف الموسم الحالي. السؤال هو: ماذا لو كان مارادونا مدرباً للجزيرة او العين واللذين يملكان عوامل الفوز بالالقاب وحقق نجاحاً كالذي يحققه الروماني اولاريو كوزمين او البلجيكي فرانكي فيركاوترين.. هل سنتوقف عن تكرار (مارادونا مدرب أم لا؟). [email protected]