طلب رئيس الوزراء الباكستاني نواز شريف من أعضاء حكومته امس، التريث في الحوار مع عمران خان وطاهر القادري بعد فشل مسيرتهما في تحقيق هدفها في فرض انتخابات نيابية مبكرة. وأعلن مقربون من شريف ان رئيس الوزراء سينتظر إلى اليوم الاثنين حتى يعطي عمران خان كلمته الاخيرة امام المعتصمين في إسلام آباد، خصوصاً ان كثيرين من انصار القياديين المعارضين، تركوا ساحات الاعتصام حيث بدأ التذمر يسود من عقم المحاولة للضغط على الحكومة، واحتمال خروج التحرك السلمي عن طبيعته، بعد مطالبة عمران خان انصاره بمواجهة الشرطة التي تحيط بأماكن الاعتصام، فيما بدا محاولة منه للخروج من المأزق الذي وصل اليه. واعلنت قوات الداخلية الباكستانية إلقاء القبض على مجموعات كانت تنوي تفجير سيارات مفخخة في احد اماكن الاعتصام لإيقاع فتنة، الامر الذي وصفه عمران خان الذي يتزعم «حركة الإنصاف» بأنه محاولة من الحكومة للتمهيد لما سماه «مواجهة مسلحة مع المعتصمين». وأفادت تقديرات محادية ان عدد المعتصمين لم يتجاوز 25 الف شخص، فيما كان عمران خان يأمل بأن تتجاوب مع دعوته عشرات الآلاف، كذلك توقع القادري انيفوق عددهم 600 ألف شخص. وبعد مرور ثلاثة ايام على بدء الاعتصام وتغيب عمران خان عن انصاره في معظم الأوقات ولجوئه الى المبيت في منزله، أعرب كثيرون من أنصاره عن امتعاضهم. ونقل عن احدهم قوله: « انتخبنا عمران خان ليقود حكومة اقليم بيشاور وليس لانتقاد حكومات الأقاليم المختلفة. وعليه ان ينتبه لمشاكل الناس في اقليم خيبر بختونخوا» الذي يدير حزب عمران خان حكومته. وكانت أمطار غزيرة وفيضانات واسعة أدت إلى مقتل قرابة مئة شخص في الإقليم وسط تقصير فاضح للسلطات المحلية في إغاثة المتضررين. في المقابل، قال القادري الذي يتزعم «جمعية منهاج القرآن»، إن الوقت يمر وصبره ينفد، وإنه سيقود أتباعه إلى اقتحام مجمع الوزارات والحي الديبلوماسي ما لم يقدم شريف استقالة حكومته ويحل البرلمان خلال 48 ساعة. وكانت الحكومة فرضت طوقاً أمنياً مشدداً في محيط المقار الديبلوماسية والرسمية. وتزامن تهديد القادري مع بروز دعوات وسط أنصار عمران خان مساء الأحد، للاستعداد للسير نحو مجمع الوزارات والحي الديبلوماسي، وهو ما يؤدي حتماً إلى مواجهة مع الشرطة توقع العديد من الضحايا. غير أن وزير الإعلام الباكستاني أكد أن الحكومة مستعدة للحوار مع المعتصمين وقادتهم ضمن الدستور والقانون، وهو ما يرفضه عمران خان والقادري ويصران على استقالة الحكومة وحل البرلمان قبل الحديث عن اي حوار.