ألقت الصين بثقلها وراء دعوة مبعوث السلام الدولي كوفي انان إشراك إيران في حل الأزمة السورية، وأيدت دعوته التي لاقت ايضاً دعماً روسياً، لكن انتقاداً من قبل دول غربية والمعارضة السورية. وقال ليو وي مين الناطق باسم الخارجية الصينية في بكين أمس «تعتقد الصين أن الحل الملائم للقضية السورية لا يمكن فصله عن دول المنطقة بخاصة دعم ومشاركة تلك الدول التي لها تأثير على الأطراف المعنية في سورية». ودخل انان في خلاف مع قوى كبرى خلال اليومين الماضيين بسبب إصراره على أن إيران التي تدعم الأسد بشدة لا بد أن تضطلع بدور في محاولة استئناف جهود السلام وبدء محادثات بهدف حدوث تحول سياسي. ولم يكن رد فعل عضوين يتمتعان بحق النقض في مجلس الأمن الدولي مشجعاً بالنسبة لانان. وقال جاي كارني الناطق باسم البيت الأبيض للصحافيين اول من امس «لا أعتقد أن أي شخص محايد يمكن أن يقول إن إيران كان لها أثر إيجابي على التطورات في سورية». وفي باريس قال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «في ما يتعلق بإيران.. لقد أوضحنا موقفنا بشكل جلي. نحن نعتقد أن هذا البلد لا مكان له في مجموعة العمل التي تضم بلداناً ولاعبين مشاركين بالفعل في جهود إيجاد حل سياسي وسلمي في سورية». كما تعرض انان لانتقادات من المعارضة السورية في الخارج وناشطين على الارض يعيبون عليه «تعامله مع الضحية والجلاد» على المستوى نفسه في المسألة السورية وسعيه الى فرض ايران الداعمة للنظام على دائرة الجهود المبذولة لحل الأزمة. وقال عضو المجلس الوطني السوري المعارض بشار الحراك ل «فرانس برس» ان «ردود فعل الناس الغاضبين الذين يتعرضون لأبشع انواع القتل طبيعية» ضد انان، مضيفاً «سلوك انان اعطى انطباعاً للناس بانه ليس حيادياً». وأوضح الحراك ان مبادرة انان المؤلفة من ست نقاط والهادفة الى وقف العنف «لم ينفذ منها اي بند»، لا بل ان هذه «المبادرة اعطت النظام مهلة وغطاء، وفي نظر الشعب السوري والمجلس الوطني لم تساهم المبادرة في وقف المجازر». وتابع الحراك ان «المفاجاة الكارثية» تكمن في دعوته ايران الى المشاركة في الحل، مضيفاً «لا يخفى على احد ان ايران شريكة النظام. كيف يمكن ان تلعب دوراً ايجابياً وهي طرف في النزاع؟ كيف تشارك في القتل وتكون جزءاً من الحل؟ هذا كلام مرفوض». وعلى مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت، تعليقات ساخرة لا تحصى حول تصريحات انان الاخيرة. احدهم يصف انان ب «المندوب الروسي الايراني لحماية بشار»، وآخر يعرض ان يكون شعار التظاهرات يوم الجمعة المقبل «ارحل يا انان». وقال الناشط ابو غازي من حمص ل «فرانس برس»: «بالنسبة الينا، انان انتهى. لا يستحق حتى ان نكتب عرائض ضده». في موازاة ذلك، اعلن المسؤولون الايرانيون للموفد الدولي الى سورية ان «مراقبة الحدود السورية لمنع تهريب السلاح» الى المعارضين المسلحين تشكل «المشكلة الرئيسية»، كما اعلن حسين امير عبداللهيان نائب وزير الخارجية الايراني امس بحسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية. وأفاد المسؤول الإيراني «اثناء المفاوضات (مع كوفي انان) شددنا على مراقبة الحدود السورية لمنع تهريب السلاح الى هذا البلد». وتابع ان «خطة انان لم تسمح بالتقدم على مسار وقف العنف (بسبب) تهريب السلاح من بعض الدول» المجاورة.