تحطم الدراما المصرية هذا العام كل الأرقام القياسية التي وصلت إليها على مدار عشرين سنة، إذ وصل كم المسلسلات المنتجة والتي تقرر عرضها خلال شهر رمضان على الفضائيات العربية إلى 60 مسلسلاً تتراوح ما بين الدينية والتاريخية والتراثية والاجتماعية والغنائية والسير الذاتية وغيرها، ومنها ما كان تأجل من العام الماضي لظروف انتاجية وتسويقية. ويراهن المنتجون على هذه الأعمال لتعويض التراجع الكبير الذي أصاب الانتاج الدرامي العام الماضي بسبب تداعيات ثورة 25 يناير، إضافة إلى استعادة الدراما المصرية بريقها، خصوصاً في ظل تراجع الدراما السورية بسبب تداعيات الثورة هناك، وأيضاً منافسة الدراما التركية التي ارتبط بها الجمهور العربي أخيراً. وتشهد مسلسلات هذا العام عودة الدراما الدينية والتاريخية والتراثية التي غابت تماماً خلال العامين الماضيين، من خلال ثلاثة مسلسلات هي: «الإمام الغزالي» عن حياة الإمام أبو حامد الغزالي من بطولة محمد رياض ونرمين الفقي وأشرف عبدالغفور وتأليف محمد السيد عيد وإخراج ابراهيم الشوادي، و «أم الصابرين» عن حياة الداعية زينب الغزالي، ابنة الإمام محمد الغزالي، وبطولة رانيا محمود ياسين وطارق دسوقي، و «أشجار النار» عن الملحمة التاريخية «أيوب وناعسة» لفتحي عبدالوهاب وداليا مصطفى. وتشهد أيضاً عودة عدد من النجوم إلى الدراما بعد غياب تراوح بين عامين و30 عاماً، ومن هؤلاء عادل إمام «فرقة ناجي عطا الله» ومحمود عبدالعزيز «باب الخلق» ومحمود حميدة «ميراث الريح»، إلى جانب عدد من شباب نجوم السينما، ومنهم أحمد السقا «خطوط حمراء»، ومحمد سعد «شمس الأنصاري» وكريم عبدالعزيز «الهروب». في المقابل، يحافظ عدد من النجوم المصريين على وجودهم الرمضاني، مثل يحيي الفخراني «الخواجة عبدالقادر»، ونور الشريف «عرفة البحر»، ويسرا «شربات لوز»، وليلى علوي «نابليون والمحروسة» وإلهام شاهين «قضية معالي الوزيرة»، وحسين فهمي «حافة الغضب»، وصلاح السعدني «الأخوة أعداء»، وعزت العلايلي «ويأتي النهار»، وخالد صالح «9 جامعة الدول العربية»، ونبيلة عبيد وفيفي عبده «كيد النسا 2»، وعبلة كامل ورياض الخولي «سلسال الدم»، وشريف منير «الصفعة»، وبوسي ومصطفى فهمي «طيري يا طيارة»، وهاني رمزي «ابن النظام»، وصابرين «ورد وشوك»، وحنان ترك «الأخت تريز»، وأحمد عبدالعزيز «حارة 5 نجوم»، ورانيا فريد شوقي «بنات في بنات». ويحافظ عدد من النجوم العرب على وجودهم في الدراما المصرية سواء من خلال أدوار البطولة أو الأدوار الثانية ومنهم جمال سليمان «سيدنا السيد»، وتيم الحسن «الصقر شاهين»، وهند صبري «فرتيجو»، وسوزان نجم الدين «باب الخلق»، وعابد فهد «نابليون والمحروسة»، وإياد نصار «سر علني»، وسلافة معمار «الخواجة عبدالقادر»، وميس حمدان «طرف ثالث» و «كيكا ع العالي» و «النار والطين»، وكندة علوش «البلطجي»، ودرة «زي الورد»، وفريال يوسف «ابن ليل». وتنضم للمرة الأولى إلى هؤلاء هيفاء وهبي «مولد وصاحبه غايب»، ورولا سعد «البحر والعطشانة»، وصبا مبارك «شربات لوز». ولشباب الممثلين نصيب من كعكة رمضان هذا العام من خلال بطولة عدد من الأعمال ومنهم عمرو سعد «خرم إبرة»، ومصطفى شعبان «الزوجة الرابعة»، وخالد النبوي «ابن موت»، وأنغام وداليا البحيري «في غمضة عين»، وآسر ياسين «البلطجي»، ونيللي كريم وباسم سمرة «ذات»، وسمية الخشاب «ميراث الريح»، وغادة عادل «سر علني» و «فرح العمدة»، ومجدي كامل «ابن ليل»، وحسن الرداد وأحمد صفوت «كيكا ع العالي»، ومحمود عبدالمغني وعمرو يوسف «طرف ثالث»، ويوسف الشريف «زي الورد». وتشهد مسلسلات رمضان أيضاً منافسة بين مخرجي السينما مثل سمير سيف وخيري بشارة ونادر جلال وعمر عبدالعزيز، ومخرجي التلفزيون مثل اسماعيل عبدالحافظ ومحمد فاضل ومجدي أبو عميرة وأحمد صقر ورباب حسين وشيرين عادل، علماً أنه انضمت إلى هؤلاء أسماء جديدة في الإخراج التلفزيوني ومنهم عادل أديب وكاملة أبو ذكري وخالد مرعي ومجدي الهواري ومنال الصيفي وسعد هنداوي. ويبقى السؤال، هل تستطيع هذه الوجبة الدرامية الدسمة لفت انتباه المشاهد، وإخراجه من صراعات سياسية واقتصادية واجتماعية ونفسية عاشها طوال العام ونصف العام الماضي سواء في شكل مباشر أو غير مباشر؟