قتل ثلاثة محتجين يمنيين وجرح 13 في مواجهات مع قوات الأمن تصدت لتظاهرات شهدتها أمس بعض محافظات الجنوب ونظمتها جماعات «الحراك الجنوبي» المطالبة باستقلال الجنوب. ونُظمت التظاهرات أمس لمناسبة مرور 18 عاماً على نهاية حرب صيف 1994، ودخول القوات الحكومية مدينة عدن والمحافظات الجنوبية معلنة سقوط ما أطلقت عليه «قرار الانفصال» الذي أعلنه نائب الرئيس السابق علي سالم البيض في 22 أيار (مايو) 1994 من عدن. وكانت فصائل «الحراك الجنوبي» أعلنت قبل أيام عزمها الزحف إلى عدن أمس، في تظاهرات شعبية دعت إليها تعبيراً عن حق أبناء الجنوب في تقرير مصيرهم وعودة دولة الجنوب التي انضمت إلى الشمال في دولة الوحدة قبل 22 عاماً. كانت فصائل في «الحراك» وسعت عملياتها المناهضة للرئيس السابق علي عبد الله صالح منذ عام 2007 وتبنت نشاطاً مسلحاً ضد قوات الأمن والجيش في المحافظات الجنوبية. وطاولت عملياتها مواطنين ومسؤولين من أبناء المحافظات الشمالية، بالإضافة إلى مهاجمة عدد من مراكز الشرطة ومعسكرات الجيش وقطع الطرق وغيرها من الأعمال المسلحة التي انخفضت في شكل ملحوظ بعد تنحي صالح عن الحكم، وانتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي خلفاً له مطلع السنة. وأكدت ل»الحياة» مصادر محلية في محافظة عدن أن قوات الأمن، التي كانت أغلقت بعض الشوارع بالتعاون مع وحدات الجيش، تصدت أمس لتظاهرات «الحراك» لمنع المشاركين من الوصول إلى ساحة العروض في منطقة خور مكسر وميدان الاعتصام في حي المنصورة، غير أن مئات المتظاهرين تمكنوا من دخول الميدان قبل أن تهاجمهم قوات الأمن وترغمهم على مغادرته مستخدمة الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي ما أسفر عن مقتل أحد المتظاهرين برصاصة اخترقت صدره، ومقتل آخر بعد إصابته بطلق ناري في وجهه نقل إثره إلى المستشفى لكنه فارق الحياة. وقالت مصادر أمنية أن مسلحين كانوا بين المتظاهرين أطلقوا الرصاص على قوات الأمن وأصابوا ثلاثة جنود بجروح خطرة ما اضطر القوات إلى الرد على المسلحين، والقبض عليهم، ومنع آخرين من إثارة الشغب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة. وأضافت المصادر أن قوات الأمن تعاملت بشراسة مع المتظاهرين واستخدمت الهراوات والعصي وقنابل الغاز والرصاص الحي ضدهم، وأن 10 جرحى سقطوا في هذه المواجهات. وفي محافظة حضرموت تمكنت قوات الأمن من تفريق تظاهرة للمطالبين بالانفصال وقتلت متظاهراً في مدينة سيئون وجرحت 3 آخرين. وجاءت التظاهرات في وقت يواصل الرئيس جهوده لعقد مؤتمر وطني شامل تشارك فيه كل القوى السياسية.