سلط إحياء الذكرى الأولى لفض اعتصامي جماعة «الإخوان المسلمين» في رابعة العدوية والنهضة، الضوء على بروز تنظيمات «عنقودية» خرجت من رحم «الإخوان» تنتهج العنف وسيلة لمواجهة الحكم القائم، الأمر الذي أثار مخاوف من موجة عنف جديدة قد تشهدها مصر بعد استقرار هش في الأشهر الأخيرة. وكان عدد من شباب «الإخوان»، من بينهم مؤسس «شبكة رصد»، عمرو فراج بثت فيديو على موقع «يوتيوب» لمجموعة ملثمة تسمي نفسها «كتائب حلوان»، تتوعد فيها باستهداف قوات الشرطة. (للمزيد) وقال أحد الملثمين في الفيديو، وهو يحمل سلاحاً وخلفه بعض الملثمين يرفعون شعار «رابعة»: «دفعنا ثمناً من الدماء ومن تهجيرنا، وهذا إنذار للداخلية على مستوى جنوبالقاهرة، بأنهم مستهدفون، لأنهم لم يراعوا أننا إخوانهم، فسفكوا الدماء». وأثار إعلان تلك الجماعة عن نفسها تساؤلات حول علاقتها التنظيمية بجماعة «الإخوان»، فيما أعلنت أجهزة الأمن المصرية تفكيك ست خلايا ينتمي أعضاؤها إلى «الإخوان»، كانت تستهدف تفجير محطات وأبراج الكهرباء، وتوعد رئيس الحكومة المصرية إبراهيم محلب ب «عقاب قاس للمخربين»، متعهداً «دحر الإرهاب». وأوضح القيادي السابق في الجماعة الإسلامية ناجح إبراهيم ل «الحياة» «نحن الآن في مرحلة مجموعات العنف الفردي، بعدما تمكنت أجهزة الأمن من ضرب تنظيمات كبيرة مثل أنصار بيت المقدس»، والتي تتخذ من سيناء مقراً لها، وكانت أعلنت مسؤوليتها عن غالبية العمليات الإرهابية التي حصلت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وأوضح إبراهيم أن هذه المجموعات «عنقودية لا يزيد عدد أعضائها على العشرة، عادة ما يشكلها فرد ومجموعة من أصدقائه يمولون أنفسهم ذاتياً، ويعتمدون على المواد البدائية في صناعة القنابل. وهذه المجموعات هي خليط من الحركات الإسلامية، بينهم أعضاء في «الإخوان» الذين انضموا إلى عناصر تكفيرية، ويستند إلى فتوى قطرية تبيح لهم العنف». ولم يستبعد الخبير في الحركات الإسلامية أحمد بان تورط تنظيم «الإخوان» أو أنه قد يكون وراء «بروز تلك المجموعات»، وقال ل «الحياة»: «يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، عندما ضلع التنظيم الخاص في أعمال العنف في أربعينات القرن الماضي، نحن الآن أمام مشهد مشابه، هذه المجموعة تدشن لطريق العنف. معتبراً أن جماعة «الإخوان» على ما يبدو «أصابها اليأس من الترويج لفكرة الثورة على النظام، وتلجأ الآن إلى الثأر، نحن أمام تطور في مسلك الجماعة التي غضت الطرف عن تنامي هذا الاتجاه داخلها، لافتاً إلى أنه في الوقت الذي توارت فيه تنظيمات مثل «أنصار بيت المقدس» ظهرت تلك الجماعات كما لو كان تبادل أدوار.