تواصلت أعمال العنف في سورية وتركزت الاشتباكات وعمليات القصف على المناطق السكنية في كل من حمص وريف دمشق وإدلب ما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً غالبيتهم من المدنيين، وذلك غداة مقتل ما لا يقل عن 99 شخصاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. في موازاة ذلك قال ناشطون إن قوات سورية مدعومة بطائرات هليكوبتر تقدمت أمس نحو بلدة خان شيخون الشمالية التي تعتبر واحدة من جبهات عدة تجري فيها معارك بين القوات الحكومية والمعارضين. وقال الناشط أبو الغيث الخاني عبر موقع سكايب الإلكتروني «دخلت القوات السورية البلدة من أطرافها الجنوبية وهم يحرقون الآن المنازل والمزارع». وأضاف الناشط أن 80 في المئة من سكان البلدة لاذوا بالفرار. وعانى المقاتلون من خسائر فادحة أثناء المعارك التي دارت في وقت متأخر من مساء الأربعاء في خان شيخون وهي بلدة في محافظة إدلب على الطريق الغربي السريع الرابط بين دمشق وحلب. وقال ناشطون إن القوات الحكومية قصفت البلدة بقنابل الهاون قبل اقتحامها. وذكروا أن المحصلة الأولية للقتلى هي تسعة أشخاص ولكنها قد تكون أكثر من ذلك نظراً لصعوبة الاتصال بالمنطقة. وقال أبو همام وهو من سكان خان شيخون إن نحو مئة عربة مدرعة ودبابة وقاذفة صواريخ اقتربت من أطراف البلدة في الفجر واستأنفت القصف. وأضاف: «الثوار ألحقوا أضرارا بالغة بقوات الأسد ولكنهم في الوقت نفسه فقدوا السيطرة على مواقعهم». وأطلق أهالي خان شيخون نداءات استغاثة خوفاً من وقوع مجازر. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات النظامية اقتحمت فجر أمس بلدة كناكر في ريف دمشق، في حين سقط مقاتل معارض اثر إصابته بإطلاق رصاص خلال اقتحام القوات النظامية لمنطقة قطنا. وفي مدينة حمص (وسط) قتل مواطنان أحدهما في قرية البويضة الشرقية بريف القصير «بعد اختطافه الأربعاء من قبل مسلحين موالين للنظام»، بحسب المرصد. وقتل طفل في مدينة تدمر اثر إطلاق رصاص عشوائي بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، حيث دارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. ومنذ صباح أمس تتعرض المنطقة المحيطة بحي بابا عمرو لقصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية، بحسب المرصد. وأفادت لجان التنسيق المحلية عن «تعزيزات عسكرية ضخمة تتجه من محاور عدة باتجاه أحياء جورة الشياح والقرابيص بالتزامن مع قصف هذه الأحياء بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة» ما أدى إلى «انهيار معظم الأبنية في هذه الأحياء» الواقعة في حمص. ولفتت اللجان إلى «تمركز القناصة والرشاشات في برج الغاردينيا وإطلاقهم النار على كل شيء يتحرك». ولفت المرصد في بيان إلى أن اشتباكات عنيفة دارت بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية مند بعد منتصف ليل الأربعاء- الخميس في أحياء الشعار والميدان والأعظمية التابعة لمدينة حلب (شمال) لتمتد إلى ريف حلب الشمالي منذ فجر أمس. وشرقاً، تعرضت بلدة الشحيل بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس في محافظة دير الزور «لقصف عنيف من قبل القوات النظامية»، بينما تعرضت مدينة دير الزور لسقوط قذائف عدة صباحاً على حيي الشيخ ياسين والعرضي. ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في ساحة الحرية في المدينة التي شهد شارع بورسعيد فيها اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية وعناصر معارضة. وشهدت مدينة السويداء (جنوب) ذات الغالبية الدرزية، مقتل مواطنين اثر انفجار عبوة ناسفة بسيارة عند منتصف ليل الأربعاء الخميس، بحسب المرصد الذي أعلن أيضاً مقتل قائد ميداني معارض في ريف درعا جنوب البلاد اثر اشتباكات مع القوات النظامية على الحدود مع الأردن بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس. وفي محافظة إدلب (شمال غرب)، تعرضت بلدة معرة النعمان إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية أسفر عن مقتل ستة أشخاص بينهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وطفلهما. وشهدت المحافظة خروج تظاهرات مسائية في كل من بنش وكفر عوق وجسر الشغور. ولم يوفر قصف القوات النظامية منطقة اللجاة وبلدة الجيزة، كما «تعرضت أنحاء مختلفة من محافظة درعا إلى قصف عنيف من قبل القوات النظامية السورية في مخيم اللاجئين واليادودة وجاسم والطيبة والغربة الغربية والصنمين» منذ ما بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس. وفي مدينة اللاذقية الساحلية، انفجرت عبوة ناسفة في شارع 8 آذار ما أدى إلى عدد من الجرحى. وفي محافظة حماة وسط البلاد، تتعرض مدينة اللطامنة لقصف من قبل القوات النظامية و «تسمع أصوات الانفجارات بالمدينة تترافق مع تحليق للمروحيات في سماء المدينة»، بحسب المرصد. إلى ذلك، أظهرت لقطات فيديو جديدة صورها هواة يبدو انها صورت أول من أمس ما يبدو انها طائرة هليكوبتر حكومية سورية تتعرض لاطلاق نار من المعارضة المسلحة وهي تطير فوق بلدة اعزاز في حلب. وتظهر لقطات ما يعتقد انه دخان يتصاعد من بنايات في اعزاز. ووسط أصوات الرصاص يقول شخص يتحدث في اللقطات إن المعارضين المسلحين هاجموا موقعاً عسكرياً في البلدة.