أعلنت الحكومة الفرنسية أمس، أن اجتماع وزراء خارجية أوكرانياوروسيا وألمانيا وفرنسا في برلين اليوم لبحث أزمة اوكرانيا «قد يكون الخطوة الأولى نحو قمة سلام أوكرانية روسية»، على غرار الاجتماع الذي عقد في نورماندي في تموز (يوليو) الماضي. جاء ذلك بعد محادثات عقدها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مع رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، وتزامنت مع تصاعد حدة التوتر بين موسكو وكييف، إثر إعلان الجيش الأوكراني أول من أمس تدمير آليات رتل لمدرعات روسية دخلت أراضيها، وهو ما نفته موسكو. وترددت أصوات انفجارات وسط دونيتسك أمس، لكن لم تظهر بوادر لتفاقم الصراع. وطالب هولاند موسكو باحترام سيادة أراضي أوكرانيا، ومن كييف «ضبط النفس وحسن تقدير أي نشاط عسكري»، داعياً الى استئناف «العملية السياسية». كما شدد مع باروزو على الوضع الإنساني الملح واحتياجات سكان شرق أوكرانيا. وفي مقال كتبه بصحيفة «بيلد أم زونتاج»، أمل وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير بالتوصل الى «وقف المواجهات العنيفة» في شرق أوكرانيا، خلال لقائه نظرائه الروسي سيرغي لافروف والأوكراني بافلو كليمكين والفرنسي لوران فابيوس في برلين اليوم. وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل طالبت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية أول من أمس، بالعمل ل «وقف تدفق معدات عسكرية ومستشارين عسكريين وأشخاص مسلحين عبر الحدود مع أوكرانيا»، بعدما أعلن الجيش الأوكراني تدمير آليات رتل لمدرعات روسية دخلت أراضيها، وهو ما نفته موسكو. وشددت المستشارة على ضرورة «مساهمة الرئيس الروسي في تهدئة الوضع لتسهيل التوصل لوقف النار، والتفاهم حوله في أسرع وقت». وأيضاً دعت واشنطنموسكو الى وقف أعمالها «الاستفزازية والخطرة». وقالت الناطقة باسم مجلس الأمن القومي كايتلين هايدن: «لا يحق لروسيا أن ترسل آليات أو اشخاصاً أو شحنات من أي نوع إلى أوكرانيا، تحت أي ذريعة، من دون نيل إذن الحكومة الأوكرانية». قافلة المساعدات وتصاعد التوتر منذ أن ذكر صحافيون بريطانيون أن 23 آلية مدرعة روسية لنقل الجنود تساندهم عربات لوجستية عبرت ليل الخميس قرب مركز دونيتسك الحدودي الذي كان مقرراً أن تعبره حوالى 300 شاحنة روسية حملت 1800 طن من المساعدات الإنسانية الى سكان شرق أوكرانيا. وأعقب ذلك إعلان الجيش الأوكراني أن «المدفعية الأوكرانية دمرت جزءاً كبيراً» من قافلة عسكرية صغيرة دخلت البلاد. لكن المسؤول في وزارة الدفاع الروسية الجنرال ايغور كوناشينكوف، رد ساخراً بأن القوات الأوكرانية «تدمر أشباحاً»، فيما نددت الوزارة ب «محاولات إفشال» دخول قافلة المساعدات الإنسانية الى شرق أوكرانيا، وحذرت من «عواقب» خطط من هذا النوع. وفي اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي تشاك هيغل، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عدم وجود أي جندي روسي ضمن قافلة المساعدات التي أرسلتها بلاده إلى أوكرانيا، وأن توزيع المواد الغذائية سيحصل بإشراف اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومع التزام الشروط التي وضعتها كييف». ورغم إعلان رئيس بعثة المراقبة التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في المنطقة بول ريكار، أن مراقبي البعثة «لم يروا أي شاحنة أو آلية مدرعة تعبر الحدود عند مركزين في غوكوفو ودونيتسك»، لا تزال قافلة المساعدة الإنسانية الروسية متوقفة في بلدة كامينسك شاختينسكي التي تبعد 30 كيلومتراً عن مركز دونيتسك الحدودي، في انتظار تفتيشها، ما دفع ألكسندر زخارتشينكو، رئيس «جمهورية دونيتسك» الانفصالية إلى اتهام كييف بتعمد تأخير الشاحنات التي «نحتاج إليها كثيراً مثل الأوكسيجين». وكان لافتاً إعلان زاخارتشنكو في شريط فيديو، أنه تلقى تعزيزات من موسكو، وقال: «تسلمنا 150 قطعة من التجهيزات العسكرية، بينها 30 دبابة ومدرعة وحوالى 1200 رجل تدربوا 4 أشهر في روسيا. وهذه المساعدة وصلت في الوقت الحرج». الى ذلك، دعا الرئيس الصيني شي جينبينغ خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى حل سياسي لأزمة أوكرانيا، من أجل تفادي المواجهات والصراعات. وقال شي إن «إسقاط طائرة الركاب الماليزية في شرق أوكرانيا أوضح أهمية وضرورة التعامل كما يجب مع أزمة أوكرانيا، وبذل جهود لمنع حصول أزمة إنسانية في أوكرانيا. وأضاف: «يجب أن يعمل الأطراف للتوصل إلى حل سياسي والتفاوض حول برنامج يأخذ في الاعتبار مصالح كل الأطراف بطريقة متوازنة»، علماً بأن الصين حليف اقتصادي وسياسي كبير لروسيا، ووقع البلدان أخيراً اتفاقاً لإمدادات غاز بقيمة 400 بليون دولار.