قتل ما لا يقل عن 34 شخصاً خلال ثلاثة أيام في قرى بمنطقة مبريس في شمال أفريقيا الوسطى على أيدي مسلحين يشتبه في أنهم من حركة التمرّد السابقة «سيليكا» ومن قبائل البول المسلحين، كما أفاد ضابط من القوة الأفريقية (ميسكا). وأعلن هذا الضابط الذي طلب عدم كشف هويته من مدينة كاغا - بندورو (شمال) المجاورة، أن «القتلى سقطوا بين الأربعاء والجمعة الماضيين على أيدي مسلحين عرّف عنهم السكان بأنهم عناصر من حركة التمرّد السابقة سيليكا ومن البول المسلحين». وأضاف: «يقول سكان هربوا من هذه القرى إن المهاجمين يطلقون النار عن قرب على ضحاياهم ويلاحقونهم خلال هربهم في الأدغال. ولقد مات بعض الضحايا شنقاً، وتعرّض آخرون للضرب والتعذيب حتى الموت». وكشف أشيل كيتيغازا، من سكان مبريس الذي هرب إلى كاغا - بندورو، أن «المهاجمين راجلون، أو يستقلون دراجات نارية. ويطلقون النار عن قرب على الأشخاص الذين يلتقونهم». وأردف: «يقولون إنهم سينظفون ثماني قرى على محور مبريس - نديلي - باكالا قبل 15 أيلول (سبتمبر) المقبل (موعد انتشار قوة الأممالمتحدة)»، مناشداً «السلطات في بانغي مساعدتنا من خلال إرسال سنغاريس (العملية العسكرية الفرنسية) وميسكا لحمايتنا». وتشكّل أعمال العنف هذه انتهاكاً جديداً لاتفاق هزيل جداً على وقف لإطلاق النار وقّعه أطراف النزاع في نهاية تموز (يوليو) الماضي في برازافيل. وعينت الرئيسة كاترين سامبا بانزا رئيساً جديداً للوزراء منذ ذلك، لكن البلاد لا تزال تنتظر تشكيل حكومة انتقالية وموسعة تضم مندوبين عن المجموعات المسلحة وأعضاء من سيليكا. يذكر أنه بعد السيطرة على بانغي في آذار (مارس) 2013، وازدياد النهب والسلب والقتل، اضطر تحالف سيليكا السابق الذي يضم غالبية من المسلمين، وأضعفه التدخّل العسكري الفرنسي، إلى الانسحاب من العاصمة في كانون الثاني (يناير) وانكفأ إلى شمال البلاد، أي من حيث جاء.