أقرّت إيران أمس، بأن حظراً فرضه الاتحاد الأوروبي على استيراد نفطها، هو «الأقسى على الإطلاق»، لكنها أطلقت «عشرات الصواريخ الباليستية» وأثنت على مشروع قانون في مجلس الشورى (البرلمان) لإغلاق مضيق هرمز، فيما أشارت معلومات إلى حشد الولاياتالمتحدة عسكرياً في الخليج، لردع أي محاولة إيرانية في هذا الشأن. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن الحظر النفطي «هو الأقسى الذي فُرض على إيران على الإطلاق، لكن الأعداء الذين يخالون أنهم قادرون على إضعافنا، مخطئون». وأشار إلى أن «إجمالي الواردات النفطية يشكّل أقل من 10 في المئة من حجم العائدات المالية لاقتصاد البلاد»، مضيفاً: «يجب اعتبار العقوبات فرصة للتقليل من اعتماد موازنة البلاد على العائدات النفطية، لنجرّد العدو من أداة النفط بوصفه سلاحاً للضغط علينا». لكن وكالة «أسوشييتد برس» أفادت بأن صادرات النفط تشكّل نحو 80 في المئة من مصادر العملات الأجنبية لإيران. وكان مئة نائب إيراني وقعوا مشروع قانون لمنع ناقلات النفط التي تحمل شحنات إلى دول فرضت الحظر، من عبور مضيق هرمز. وعلّق الناطق باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمان برست على مشروع إغلاق المضيق، مشيراً إلى أنه «مجرد اقتراح». وأضاف: «النواب يمثلون أبناء الشعب الإيراني ويعكسون أفكاره وتطلعاته في شأن التدابير العدائية ضد البلاد، وأمن الخليج يحتل الأولية في سياساتنا ونحن قادرون على إحلال الأمن والحفاظ علي أمن إمدادات الطاقة في المنطقة». وأشار الى أن الحكومة ستطبّق القرار، بعد تمريره في البرلمان. في غضون ذلك، أعلن «الحرس الثوري» إطلاق «عشرات الصواريخ الباليستية، بعيدة ومتوسطة وقصيرة المدي»، دمّرت «نماذج للقواعد العسكرية الغربية المنتشرة في المنطقة». وأفادت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية (إرنا) بأن طائرات من دون طيار «دمّرت 7 قواعد افتراضية تابعة لقوات دخيلة علي المنطقة». واعتبر الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس»، المناورات «ردّ فعل طبيعياً على من يعلنون أن كلّ الخيارات مطروحة على الطاولة للتعامل مع إيران»، فيما قال الجنرال محمد شيرازي، رئيس المكتب العسكري لمرشد الجمهورية الإسلامية، إن «الدول المعادية فهمت فحوى رسالة المناورات الناجحة». في المقابل، أوردت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاياتالمتحدة عزّزت وجودها العسكري في الخليج، لردع أي محاولة إيرانية لإغلاق مضيق هرمز ولزيادة مقاتلاتها القادرة على قصف عمق إيران، إذا اندلع نزاع في شأن ملفها النووي. ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية أن ذلك جزء من مسعى إلى طمأنة اسرائيل بأنه في ما يتعلق بإيران، «حين يقول الرئيس (باراك أوباما) أن ثمة خيارات أخرى على الطاولة، تتعدى المفاوضات، هو يعني ما يقول». ونسبت إلى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن «الرسالة الموجهة إلى الإيرانيين هي التالية: لا تفكروا ولو للحظة في إغلاق مضيق هرمز، لأننا سننزع الألغام. لا تفكروا في إرسال زوارق سريعة لمضايقة سفننا الحربية أو التجارية، لأننا سنغرقها». وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن البحرية الأميركية تملك ثماني كاسحات ألغام، أي ضعف العدد العادي، ونشرت مقاتلات من طراز «أف - 22» و»أف - 15» في قاعدتين في المنطقة، إضافة إلى حاملات طائرات وقوات مرافقة لها. ونقلت عن مسؤول عسكري إن الولاياتالمتحدة و19 دولة ستنظم في أيلول (سبتمبر) المقبل، تدريبات ضخمة في الخليج على مواجهة الألغام.