طهران، دبي – أ ب، رويترز، أ ف ب – جددت إيران تهديدها أمس، بإغلاق مضيق هرمز الحيوي لنقل النفط، إذا فُرضت عقوبات على صادراتها النفطية، معتبرة أن ذلك «سيكون أقل تدبير تتخذه»، ونشر موقع إلكتروني محافظ سيناريو يشرح كيفية إنجازه. لكن مندوبين خليجيين لدى منظمة «أوبك» اعتبروا أن إيران ستضرّ نفسها، إذا نفذت تهديدها، فيما رجّحت مصادر نفطية أن تعوّض دول خليجية في المنظمة، صادرات النفط الإيرانية. وقال محمد رضا رحيمي، النائب الأول للرئيس الإيراني: «إذا فُرض حظر على النفط الإيراني، لن تمر قطرة نفط واحدة عبر مضيق هرمز». وأضاف ان «إيران لا ترغب في استعداء أي طرف واستخدام القوة، وتمد يد الصداقة والأخوة للجميع، لكن الأعداء سيتخلون عن مؤامراتهم، عندما يرون أن الشعب الإيراني سيواجههم بكل ما أوتي من قوة». في الوقت ذاته، أكدت النائب زهرة إلهيان، عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني، أن بلادها «لن تكون مطلقاً البادئة بشنّ حرب»، لكنها «ستستخدم كلّ قدراتها لمواجهة أي غازٍ، وإغلاق مضيق هرمز سيكون أقل تدبير تتخذه طهران إذا تعرّضت لهجوم... لن نسمح لأحد بتصدير نفط عبر الخليج وبحر عمان، إذا تعرّضت إيران لهجوم». تزامن ذلك مع تقرير أورده موقع «مشرق نيوز» القريب من أجهزة الأمن الايرانية و»الحرس الثوري»، بعنوان: «كيف ستغلق إيران مضيق هرمز». وأفاد بأن «صواريخ كروز والصواريخ الباليستية وصواريخ جو – أرض، تشكّل جزءاً من المنظومة الهجومية للقوات الايرانية، والتي يمكنها إغلاق المضيق، إذا أرادت إيران ذلك»، إضافة الى الغواصات والبوارج الحربية. ولفت الى أن «الزوارق السريعة الايرانية تُعدّ وسيلة مكملة تجعل أهم ممرّ لنقل الطاقة في العالم، في حال ارتباك». لكن وكالة «رويترز» نقلت عن مندوب خليجي لدى «أوبك» قوله: «إذا أغلق (الإيرانيون) مضيق هرمز، سيضرّ ذلك صادراتهم، وليس المنتجين الخليجيين فقط». وقال مندوب آخر: «سيكون أي تحرك في سعر النفط قصير الأجل، إذ أستبعد أن تنفذ إيران تهديدها». كما نقلت «رويترز» عن مصدر نفطي إن دولاً خليجية في «أوبك»، مستعدة لتعويض صادرات النفط الإيرانية، إذا تعرّضت لعقوبات. وقال مصدر آخر: «إذا فُرضت عقوبات، سيرتفع سعر النفط في أوروبا وستبيع دول خليجية نفطاً لسد الفجوة، والاستفادة أيضاً من ارتفاع السعر». في غضون ذلك، أشاد قائد البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري بالمرحلة الأولى من مناورات «الولاية 90» التي تنفذها البحرية شرق مضيق هرمز، معتبراً أن «الإنجازات التي تحققت خلالها فاقت التوقعات». وقال إن الوحدات المشاركة في المناورات «أوقفت عدواً مفترضاً، مستخدمة إجراءات قتالية جديدة وبمعدات مختلفة»، معرباً عن «نية إيران تنفيذ مناورات وتدريبات عسكرية مشتركة مع دول المنطقة». وأشار الأميرال أمير رستكاري، مساعد شؤون التنسيق في البحرية، إلى نية طهران إرسال المدمرة «جماران» التي تشارك في المناورات، إلى «المحيط الأطلسي والدول الصديقة في أميركا اللاتينية خلال سنوات مقبلة». إلى ذلك، أوردت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تذمر من أن «دولاً غربية لا تقرن لهجتها المتشددة في شأن إيران، باستعداد لفرض عقوبات تشلّها»، تشمل قطاع النفط والمصرف المركزي الايراني. أما الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز فاعتبر أن «إيران خطرة جداً، ولكن يجب ألا نصبح هستيريين في شأن التهديد الذي تشكله». ورأى في سياسة الغموض التي تنتهجها تل أبيب في شأن سلاحها النووي، عنصر «ردع» لإيران.