بعد 12 سنة من إطلاق مشروع «شارد»، ستدشن ناطحة السحاب في لندن غداً، وهي تعتبر الأعلى في أوروبا، بارتفاع 310 أمتار، لكن المبنى الزجاجي الضخم يثير انتقادات. وبفضل بنيته الممشوقة وطوابقه ال 95 ومرصده الذي يضمن للزائر رؤية بانورامية للمدينة، يملك المبنى حظوظاً كبيرة في أن يصبح من المعالم السياحية في لندن، «تماماً كمبنى إمباير ستايت في نيويورك»، وفق إيرفين سيلار، رئيس شركة «سيلار بروبرتي» مطوّرة المشروع. وسيكون الافتتاح ضخماً، يتضمن عرض باليه «ليلياً»، وتصويب أضواء ليزر على معالم العاصمة الرئيسة، ثم إنارة ناطحة السحاب الأعلى في أوروبا. ويقول المهندس المعماري الإيطالي رنزو بيانو مصمم المبنى، وهو مصمم مركز جورج بومبيدو في باريس، إن ناطحة السحاب «مدينة عمودية صغيرة» تضم 12 ألف نسمة وفندقاً من فئة خمس نجوم ومطاعم فخمة و600 ألف متر مربع من المكاتب والمساحات التجارية. لكن على الراغبين في العيش فيها امتلاك حساب مصرفي ضخم لأن أسعار الشقق، الواقعة بين الطابقين 53 و65، ستتراوح بين 30 مليوناً و50 مليون جنيه استرليني (43 مليوناً و62 مليون يورو). وأفادت صحيفة «ذي غارديان» أخيراً بأن «شارد» «صورة مثالية عن لندن الحالية التي أصبحت غير متساوية وتعتمد على المستثمرين الساعين إلى ربح سريع». وبدأ بناء ناطحة السحاب في 2009، لكن تطور المشروع الذي بلغت موازنته 450 مليون جنيه، عاكسته الأزمة المالية، فهبّت قطر، التي تملك مباني فخمة في العاصمة ومتجر «هارودز» الشهير للنجدة، واشترت 95 في المئة من الأسهم. وأثار بناء «شارد» سخط المدافعين عن التراث، لا سيما جمعية «إينغليش هيريتدج» التي تعتبر أنها شيدت «في المكان غير المناسب»، وأنها تسيء الى المناظر المحمية لكاتدرائية مار بولس ومقر البرلمان. فيما اعتبرت اليونيسكو أن ناطحة السحاب تنتهك منظر برج لندن المدرج في قائمة التراث العالمي. وكتب أحد صحافيي «أوبزرفر» أن «شارد جميلة، تقع في المكان غير المناسب، وهي من الأبراج التي يحسدنا عليها العالم... في الحقيقة، هي تجمع صفات كثيرة في الوقت نفسه».