منذ زمن بعيد ونحن نعيش كل صيف في بلادنا، ونسعد كما يسعد الجميع بمناسبات عدة، ومن أهمها مناسبات الأعراس، لما في ذلك من العفة والترابط الأسري وإكمال نصف الدين وتكوين الاأسرة المسلمة ولله الحمد. لكن من المؤسف جداً، بل ومن المخجل، أن نجد هناك مناسبة زواج تجاوزت حد المعقول، وخرجت إلى دائرة الإسراف الواضح من حيث المفاخرة في إعداد الولائم أو التجهيزات الثانوية المبالغ فيها من دون ضرورة. وما لفت انتباهي بصراحة تطور ذلك الخصوص من حيث المفاخرة المنبوذة للزواجات بمنطقة الباحة، وغيرها وتنافس بعض الأسر في إخراج الجديد والتفنن في غير ما أنزل الله من حيث ما سبق ذكره في الأسطر الماضية، وما خفي كان أعظم لبعض البروتوكولات، سواء كانت داخل صالة النساء، أو على موائد الرجال، من إسراف واضح تجاوز عادات المنطقة التي تعرف أصول تلك المناسبات، وتقديم الواجب من خلالها، كما عرفناه عن آبائنا وأجدادنا الذين سطروا أروع ما يمثل تلك الأعراس بطرق معتدلة ومناسبة من دون الخروج عن المألوف. من خلال هذه الصفحة أرغب القول إنني لست بصدد التعليق حول ما حصل في بعض المناسبات والأعراس، ولكن أود القول بأن الرجال قد يكون لديهم الحل والربط حيال ذلك الإسراف في المناسبات، وما يكون بها بكل أسف من إسراف وتبذير خارج عن النطاق المعروف الذي عرفت به هذه المنطقة التي تعرف حدود الضيافة والكرم من دون إسراف وبطر. أقول إن شيوخ قبائل المنطقة وعرفاء القرى وأعيان المنطقة عموماً ورجالاتها المخلصين بإمكانهم الحد من تلك الإسرافات الواضحة في مناسبات الأعراس بكل مقاييسها، وما يجري فيها من خلال ما يعرفه أبناء المنطقة من تقاليد لها الدور الكبير في تعديل مسار بعض السلبيات غير المقبولة. فهل من إعداد متناسب لذلك الخصوص؟ وهل من وضع حدود ومنهجيات لائقة في مثل تلك المناسبات المهمة في حياتنا بعيداً من الاستعراض والمفاخرة الزائدة، والبهرجة الواضحة التي تؤدي إلى عواقب وخيمة لا تحمد عقباها؟! [email protected]