صيحة نذير الحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد : فقد استوقفني أحد الشباب وأنا في طريقي إلى خطبة الجمعة وقال أرجو أن تنبه الناس في الخطبة إلى ...... وفعلا نبهت إلى ما أشار إليه وذكرت أني سوف أخصص خطبة الجمعة التالية لذلك الأمر . وبدأت أقوم خلال الأسبوع بين الجمعتين بمسح ميداني لأخرج بأرقام وإحصائيات كشواهد أستفيد منها في معالجة تلك الظاهرة عفوا بل تلك الكارثة . وأصدقكم القول أني كنت أظنها ظاهرة اجتماعية خاطئة تحتاج إلى معالجة ولكني وجدتها بالفعل كارثة اجتماعية خطيرة تحتاج إلى استنفار جميع الطاقات لإيقافها والحد من آثارها الهائلة . ولست في مقام التهويل ولا الإثارة ولكني في مقام التحذير والإشارة وحتى لا يظن أن هذا نوع من التشويق لما سيأتي أترككم مع هذه الأرقام التقريبية والتي هي أقل من الواقع لأني أخذت بالمتوسط التقريبي الأقل خلال المسح الميداني وأترككم لتعرفوا عن ماذا أتحدث . متوسط عدد المنادي والمطاعم بالمحافظة التي تعد المناسبات والولائم (10) متوسط عدد الذبائح يوميا =(10)×(20) = 200ذبيحة يوميا ( 200)ذبيحة × 60 يوما =( 12000 ) اثني عشر ألف ذبيحة خلال الإجازة الماضية وهو متوسط عدد أيام الإجازة والعيد فإذا افترضنا أن قيمة الذبيحة (800)ريال مع أنها أكثر وأضفنا إليها قيمة الطبخ مع ما يضاف على السفرة من ماء وعصير وخبز وإدام وفواكه وخضروات وغيرها سيصبح متوسط تكلفة الذبيحة (1000)ريال ( 12000) ذبيحة × (1000) ريال = 12000000ريال هل استطعت أن تقرأ الرقم ؟! أنا لا أشك في قدراتك الحسابية لكني متأكد أنك متردد في قراءة الرقم وتصديقه وربما تتهم نفسك أنك لا تحسن قراءة الأرقام إذا جاوزت خانة الألوف كما اتهمت نفسي بذلك لأول وهلة لكنها الحقيقة اثنا عشر مليون ريال هذا كله دون حساب أجور استراحات الأفراح في المحافظة والتي جاوزت السبعمائة ألف ريال تقريبا وأما الكوشات فقد صرف عليها على أقل تقدير مائة وثمانون ألف ريال أضف إليه أجرة فساتين العرائس أكثر من مائتين وأربعين ألف ريال ولم أحسب تكلفة الكوافير ولم أبحث فيها ولا فيما يضاف من حلويات وطرطات ومعجنات توزع في صالات النساء ولا ... ولا ... إلخ وأما المهور والشروط والهدايا فحدث ولا حرج لقد ركزت على ما يصرف عفوا ما يسرف في الولائم والذبائح والأطعمة في المناسبات عموما والزواجات خصوصا أكثر من اثني عشر مليون ريال تكلفة مناسباتنا خلال ستين يوما كل ذلك من أجل المفاخرة والمزايدة والمباهاة والمحاكاة ولنا أن نتذكر أن نصف هذه الأطعمة تحمل إلى الحاويات والنفايات والقفار بل وبعضها ترمى على قارعة الطريق يعني أن أكثر من ستة ملايين ريال تهدر وترمى ولا يستفاد منها هل هذا يرضي الله تعالى ؟ هل يرضى عنه عاقل ؟ أين نحن من الحفاظ على النعمة ورعايتها وشكرها ؟ إن أخشى ما أخشاه أن نستمرئ هذا ولا نزداد إلا مبالغة فيه ، ينبغي أن نخشى قوله تعالى (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) لو تساءلنا عن هذا المبلغ ( اثني عشر مليون ريال) كم كان سيزوج من الشباب ؟ كم كان سيطعم من جائع ويحسن إلى محتاج ؟ أليس في العالم ملايين البشر يموتون جوعا وفقرا ومرضا ؟ أترك لك المجال لتتساءل لماذا كل هذا البذخ ؟ ولنفكر جميعا كيف يمكن أن نوقف هذه الكارثة كيف يمكن أن نكبح جماحها كيف يمكن أن نخفف من سعار تسابق الناس على البذخ والإسراف والتبذير خصوصا في مناسبات الزواج وختاما / حاول أن تضرب هذا المبلغ ( اثني عشر مليون ريال) وهو أقل تقدير ممكن للتكلفة في عدد محافظات المملكة (104) محافظة كم النتيجة ؟ اللهم أحفظ علينا نعمك ظاهرة وباطنة أخوكم / أبو مصعب علي حسن حسين الكبيشي