في «دولة الخلافة» التي أعلنها مؤخراً جهاديون في سورية والعراق، يتم تجنيد الأطفال الصغار وتفرض الشريعة بقوة السلاح، كما كشف فيلم وثائقي يعرض لمحات أولى عن الحياة في «عاصمتها» الرقة في شمال شرقي سورية. وصور هذا الفيلم الوثائقي الذي يعرض في خمسة أجزاء، مدين ديرية وهو صحافي بريطاني فلسطيني. وقد بثه الخميس الموقع الإلكتروني الإعلامي «فايس نيوز» الذي يتخذ من نيويورك مقراً له. ومنذ البداية، يبدو الوضع واضحاً إذ يقول أحد محاوري الصحافي الذي تابع لثلاثة أسابيع تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، أن «الشريعة لا يمكن أن تفرض إلا بقوة السلاح». وتؤكد «فايس نيوز» أن الصحافي تمكن من «الوصول في شكل غير مسبوق إلى الجماعة في سورية والعراق». وفي الرقة يتجول جهاديون مدججون بالأسلحة على دبابات أميركية سرقت من الجيش العراقي بينما تقوم الشرطة الدينية بدوريات مسلحة برشاشات. وتصدر الشرطة أمراً إلى تاجر بإزالة ملصق إعلاني «لكفار»، ورجلاً آخر بتغيير قماش حجاب زوجته. وقال قائد الدورية إن «الذين لا يطيعون سيجبرون» على ذلك. وقد صلب رجل متهم بالقتل في ساحة عامة، وتركت جثث جنود سوريين في «الفرقة 17» على الأرصفة وعلقت رؤوسهم على أوتاد. ويظهر سجناء جالسون على الأرض يروون أنهم ضربوا لأنهم باعوا مشروبات كحولية أو شربوها بينما يؤكد أحدهم أنه سعيد لأنه تاب.ويوضح صبية في سن التاسعة وال 11 وال 14 سنة أنهم يريدون القتال لقتل «الكفار». ويقول طفل في التاسعة من العمر إنه يريد التوجه قريباً إلى معسكر للتدريب على استخدام الكلاشنيكوف «لمحاربة الروس وأميركا». ويسأل رجل قدم من بلجيكا وقال إن اسمه عبد الله البلجيكي، لصبي في السادسة من العمر: «هل تريد أن تكون جهادياً أو تقوم بعملية استشهادية؟». ويرد الطفل «جهادي»، قبل أن يوضح تحت ضغط الأسئلة المتلاحقة إن الكفار «يقتلون المسلمين». وللأطفال الذين تقل أعمارهم عن الخامسة عشرة تنظم معسكرات لتعليمهم الشريعة. وبدءاً من سن السادسة عشرة يمكن للفتية المشاركة في العمليات العسكرية، كما يقول أبو موسى الناطق باسم تنظيم «الدولة الإسلامية». ويقول رجل بينما يقوم فتية بالسباحة في نهر الفرات: «نعتقد أن هذا الجيل من الأطفال سيكون جيل الخلافة وسيقاتل الكفار والمرتدين، الأميركيين وحلفائهم. إنهم يدرسون العقيدة الجيدة وكلهم يريدون القتال من أجل الدولة الإسلامية». والنساء القليلات اللواتي تظهرن في التسجيل، يرتدين الحجاب وتبدون من بعيد ظلالاً سوداء. وقال رجل دين: «نريد أن نرضي الله ولا نكترث بالمعايير الدولية». وأضاف إن قضاة متخصصين سيتولون فرض تطبيق الشريعة خصوصاً في ما يتعلق بالمشروبات الكحولية والزنى. وبعد هجوم كاسح أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» المتهم بارتكاب فظائع «دولة الخلافة» في نهاية حزيران (يونيو) الماضي على الأراضي التي يسيطر عليها في شمال سورية وشرق العراق. وقد نزح مئات الآلاف من الأشخاص بسبب هذا الهجوم. ومنذ حوالى عشرة أيام تقدم الجهاديون باتجاه إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي وطرد عشرات الآلاف من أفراد الطائفة الايزيدية الكردية وغير المسلمة خصوصاً من مدينتي سنجار وقره قوش. ونادرة هي وسائل الإعلام التي توجهت إلى المكان لأسباب أمنية. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت تحقيقاً الشهر الماضي لم تذكر فيه اسم معده ولا الأشخاص الذين تحدث إليهم. وقال كيفن ساتكليف مسؤول «فايس نيوز يوروب» إن ديرية هو الشخص الوحيد الذي سمح له الجهاديون ب «الدخول لهذه الفترة الطويلة». و»فايس نيوز» التابع لمجموعة «فايس للمالتيميديا» تأسس في كانون الأول (ديسمبر) الماضي «من أجل ومن قبل جيل على اتصال» بالواقع. وهو يريد نقل «صورة بلا تجميل على بعض الأحداث في زمننا».