اكد رئيس هيئة أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس أن كل المجموعات المقاتلة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد «تدين بالإسلام»، لكن تصنيف المسلمين «بين ملحد وكافر» و»قطع الرقاب» أمور «غريبة عنا»، مشيراً إلى أن ما يمنع توحد المعارضة المسلحة هو نقص الذخائر والمال. وقال إدريس في مقابلة مع تلفزيون «الآن» الذي يبث من دبي إن «الذين قاموا بالثورة معروفون وهم من المسلمين، وكلنا مسلمون، وبالتالي من حيث المبدأ، كل الكتائب دينها الإسلام وتعتز بالإسلام». لكنه رفض «أن يأتينا أشخاص من خارج البلاد، لا نعرف أصلهم ولا نعرف فصلهم، يريدون أن يعلمونا الإسلام وأن يفرضوا علينا عادات وتقاليد وتصرفات، وأن يصنفوا هذا مسلم وهذا ملحد وهذا كافر وهذا تقطع رقبته، هذا شيء غريب عنا وعن وسطية واعتدال الإسلام الذي نحب ونتمسك به». واتهم بعض المنتمين إلى «الدولة الإسلامية في العراق والشام»( داعش) الذين تثير تجاوزاتهم استياء في المناطق التي يتواجدون فيها، بأنهم يعملون لمصلحة النظام. ووصف المجموعات التي تقوم بخطف الصحافيين الأجانب في سورية ب «شبيحة الثورة، هناك مجموعات من اللصوص والشبيحة الذين يعملون باسم الثورة، يخطفون صحافيين ويطلبون فدية مالية، هؤلاء يعملون ضد أهداف الثورة وضد الشريعة». لكن إدريس قال إن «الجيش الحر» يتجنب فتح «جبهات جانبية» مع هؤلاء لإن «الإمكانات ضعيفة والعتاد المتوافر قليل. لكن الدفاع عن النفس مشروع»، في إشارة إلى المعارك التي تتزايد بين المجموعات الجهادية وكتائب «الجيش الحر» في مناطق عدة. وأكد إدريس في المقابلة التي تبث الخميس وحصلت «فرانس برس» على مقتطفات منها، أن هيئة الأركان ستنسق وتتعاون مع «الجبهة الإسلامية» التي أعلنت أخيراً وتضم سبعة فصائل إسلامية كبيرة تقاتل ضد النظام. وقال: «أنا كرئيس أركان للقوى العسكرية والثورية (...) أتقدم بالتهاني والتبريكات لإخواننا في هذه الجبهة بإعلان توحيد القوى والفصائل التي تعمل تحت هذه المظلة، وعدد كبير من الأخوة في هذه الجبهة هم بالأساس معنا في هيئة الأركان». وأضاف «نتطلع إلى عمل مشترك (...) في مواجهة نظام القتل والإجرام في دمشق». وأعلنت «الجبهة الإسلامية» الثلثاء برنامجها لإقامة «دولة إسلامية» في سورية، وهي تضم ما يوازي خمسين ألف مقاتل. من جهة ثانية، عزا إدريس انسحاب بعض الكتائب من هيئة الأركان وانضمامها إلى «جبهة النصرة» أو «الدولة الإسلامية» لا سيما في دير الزور والرقة في شمال شرقي البلاد «إلى أن الأخوة المقاتلين الموجودين في الجبهة الشرقية بحاجة إلى ذخائر وأسلحة وبحاجة إلى مساعدات مالية ليتمكنوا من مواصلة العمل. هذا النقص يدفع بعضهم إلى أن يبحث عن مصادر للسلاح وعن مصادر للمال كي يتمكن من مواصلة العمل» من اجل إسقاط النظام. وأكد أن ما يعيق توحيد المعارضة المسلحة «أنه لا تتوافر مساعدات مالية ولا تتوافر لدينا الذخائر والأسلحة الكافية ولا تتوافر وسائل النقل ووسائط الاتصال»، وأن ما قدمته الدول من دعم «يستطيع صاحب متجر صغير أن يتبرع به».