لفتت حرفيات سعوديات أنظار آلاف الزوّار الذين تقاطروا منذ بداية إجازة الصيف إلى مراكز التسوق في مدينة الرياض، للاستمتاع بفعاليات مهرجان الرياض للتسوق والترفيه في عامه الثامن، الذي تنظمه الغرفة التجارية الصناعية بالرياض بدعم من أمانة منطقة الرياض والهيئة العامة للسياحة والآثار. واستعرضت الحرفيات في أجنحة «معرض الحرف اليدوية للأسر السعودية المنتجة» التي هيأتها شركة التصنيع الوطنية للحرفيات مجاناً، وتوزعت فروعه في 26 مركزاً للتسوق بالرياض، مهاراتهن في صناعة الحِرف القديمة التي كانت تمتهنها المرأة السعودية في الماضي، واستثمر في بعضها حالياً الخامات الحديثة مثل: غزل ونسج الصوف (السدو)، ونقش الحناء، والخياطة والتطريز، وتصميم الأشكال والمجسمات، والرسم بأنواعه، وتنسيق الزهور، وتلوين الفخار، والإكسسوارات الرجالية والنسائية، والبخور والعطور، والتحف الخشبية، والألعاب الشعبية. وبرز إقبال الفتيات على منافسة المسنّات في إتقان هذه الحِرف، نتيجة معرفتهن بأدوات التقنية الحديثة التي أسهمت في بلورة جهود أمهاتهن وجدّاتهن في الصناعات التي كانت تعتمد على حرفة اليد، وتطوير آلياتها ومزجها بتقنيات العصر، لتواكب تطور المجتمع بشرائحه المختلفة، مع الحفاظ على تاريخ وتراث أبناء المجتمع السعودي، لتخرج للمتسوقين في أصناف صناعية متعدّدة ذات صبغة محليّة. وأوضحت أم مشعل المتخصّصة في صناعة العطور التقليدية، أنها تعلّمت هذه الحرفة من أمها التي ورثت بدورها أصول الصنعة من الجدّة أم سالم، التي ارتبط اسمها قبل 40 عاماً بصناعة «العنبر» و«مخلط دهن العود»، مفيدة بأنها بدأت في تدريب ابنتها على صناعة العطور والمعمول، وخرجن من تجاربهن بخلطة عطر جديد، أطلقن عليه اسم «رحمة». وأشارت إلى أن إنتاجها الوفير من العطور المختلفة وجد قبولاً لدى مرتادي مراكز التسوق في أرجاء مدينة الرياض، ساعدها في زيادة دخلها اليومي الذي تجنيه من المشاركة في هذا المهرجان، وأعانها على سداد أقساط إيجار المسكن، وتلبية متطلبات الحياة. وقالت الهنوف العريبي إنها شاركت في هذا المهرجان بأشغال الخياطة اليدوية، وحياكة المفارش والأغطية والملابس، مبينة أنها بدأت هذه المهنة منذ أن كانت تدرس في الصف الخامس ابتدائي. وأفادت أن أعمال خياطة التريكو والكروشيه الذي تعلمته في المدرسة لفت نظرها إلى هذه المهنة، وبعد أن كبرت عملت على تطوير مهاراتها عن طريق المواقع العالمية المتخصصة في ذلك المجال على شبكة الإنترنت، وعملت في هذا المجال الذي وجدت فيه إقبالاً كبيراً من مرتادي المهرجانات بالمملكة سواء من المواطنين أم المقيمين. وأشارت خيرية عسيري التي تعمل في مجال الرسم منذ 17 عاماً، إلى أنها شاركت بلوحات فنية معبّرة عن مشاعر الإنسان، كما زيّنت الأواني الفخارية والأكواب بعبارات وأسماء خُطّت بأنواع مختلفة من الخط العربي، لافتة إلى أنها تفضّل المشاركة في مثل هذه المهرجانات كونها أرضاً خصبة لبيع إنتاجها، ولا تستنزف الوقت والمال كما في البازارات. وذكرت دلال اليعقوب، أنها تعمل على تصميم الإكسسوارات النسائية وطباعة الأسماء والصور عليها منذ ستة أعوام، مستهلة مشوارها في ذلك المجال كهاوية، إلى أن تحولت في ما بعد إلى حرفية ثم إلى مستثمرة بسيطة تستقي من صنعتها الممزوجة بالحداثة لقمة العيش، موضحة أنها تعمل حالياً على تطوير حرفتها هذه من خلال الدخول إلى فنّ تصميم إكسسوارات الملابس الرجالية والعطور والحلي. سها تركت وظيفتها لتحقق حلمها في تصميم العباءات