ساد هدوء شبه تام قطاع غزة اعتباراً من فجر أمس بعد التوصل إلى اتفاق ثانٍ للتهدئة خلال أقل من أسبوع، فيما واصل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو إطلاق تهديداته بضرب القطاع. وتوقف القصف الإسرائيلي وعمليات اغتيال الناشطين، فيما أوقفت الأجنحة المسلحة للفصائل الفلسطينية إطلاق الصواريخ على بلدات أو مواقع عسكرية إسرائيلية في المناطق المحاذية للقطاع أمس بعدما أطلقت عدداً منها ليل السبت - الأحد. وجاء التوصل إلى التهدئة الجديدة بجهود مصرية نجحت في وضع حد للتصعيد المتبادل، الذي كان مرشحاً للاستمرار في ظل إصرار إسرائيل على اغتيال الناشطين. ومن المرجح أن تدوم التهدئة الهشة الجديدة أسابيع أو شهوراً قليلة، قبل أن تنهار من جديد في حال أقدمت إسرائيل على استئناف عملياتها العسكرية والاغتيالات، كما دأبت على ذلك خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وقتل 16 فلسطينياً، بينهم أربعة أطفال، وأصيب 73 آخرين، بينهم نساء وأطفال، في أكثر من 41 غارة جوية وقصف مدفعي. وقال القيادي في حركة «حماس» أيمن طه إن وقف إطلاق النار الجديد بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل بوساطة مصرية دخل حيز التنفيذ فجر أمس على قاعدة «الهدوء مقابل الهدوء». ولفتت الإذاعة العبرية إلى أن بلدية «سديروت» الواقعة خلف الحدود والقريبة من بلدة بيت حانون شمال شرقي القطاع أعلنت عن انتظام الدراسة أمس في جميع المؤسسات التعليمية في المدينة، وفي كلية «سابير» الجامعية القريبة منها، وكذلك في مدينة «أشكلون» شمال القطاع. ورفض الناطق باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي أوفير جندلمان ليل السبت - الأحد الإفصاح عما إذا تم التوصل إلى التهدئة برعاية مصرية أم لا، لكنه أكد أن إسرائيل ستواصل عملياتها العسكرية ضد القطاع في حال استمر إطلاق الصواريخ على المدن والبلدات الإسرائيلية. ونقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن اتفاق وقف إطلاق النار لن يمنع الجيش الإسرائيلي من «إحباط محاولات فلسطينية لإطلاق قذائف صاروخية». واعتبرت أن إسرائيل «ليست معنية بتصعيد الموقف، وإنما تسعى إلى تهدئة الأوضاع»، مشيرة إلى أن «حركة حماس لا تقف وراء إطلاق قذائف صاروخية بعيدة المدى على جنوب البلاد، غير أنها لا تمنع الفصائل الفلسطينية الأخرى من إطلاقها». في الأثناء، اعتبر نتانياهو أن الجيش الإسرائيلي «عمل بصرامة ضد الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة».