نجحت مصر في إبرام تهدئة جديدة في قطاع غزة دخلت حيز التنفيذ فجر أمس، غير أن الخلاف بقي قائما بشأن الاغتيالات، حيث أكدت مصر أن الاتفاق ينص على وقف استهداف الجيش الإسرائيلي للقيادات الفلسطينية، فيما نفت إسرائيل ذلك. ومع ذلك أعلنت مصادر إسرائيلية سقوط 6 قذائف صاروخية من قطاع غزة أمس على أهداف إسرائيلية في محيط قطاع غزة دون التسبب بوقوع أي إصابات، فيما أصيب 3 فلسطينيين برصاص جيش المحتل أثناء تشييع فلسطينيين استشهدا في الهجمات الإسرائيلية أول من أمس. ودخلت التهدئة حيز التنفيذ فجر أمس بعد هجمات إسرائيلية أدت لاستشهاد 25 فلسطينيا وإصابة أكثر من 80، فيما تحدثت مصادر إسرائيلية عن إطلاق 166 صاروخا وقذيفة من القطاع خلال أيام التصعيد. وامتنع المسؤولون الإسرائيليون عن تأكيد إبرام التهدئة غير أنهم شددوا على أن الحكومة الإسرائيلية سترد على الهدوء بهدوء، فيما أشارت تقارير إسرائيلية إلى أن الجيش الإسرائيلي تفاجأ من ردة الفعل الفلسطينية على اغتيال ناشط فلسطيني حيث تم إطلاق عشرات الصواريخ وبشكل متواصل دون أن ينجح النظام الإسرائيلي المعروف ب"القبة الحديدية" سوى باعتراض 40 صاروخا فقط. وفي هذا الصدد أكدت مصادر إسرائيلية أنه "لم يتم التوصل إلى أي اتفاق لوقف إطلاق النار أو تفاهمات بشأنه مع المنظمات الفلسطينية في قطاع غزة"، مشيرة إلى أن "إسرائيل لم تتعهد بوقف الاغتيالات". واعتبرت المصادر ذاتها أن "الكرة باتت الآن في الملعب الفلسطيني وأن الهدوء سيقابل بمثله في حين أن النار ستجابه بالنار". وأكد الوزير الإسرائيلي المكلف الدفاع المدني ماتان فيلناي أمس "هناك فعلا تفاهم ونتابع ما يجري على الأرض"، بدون كشف أي تفاصيل أخرى، مضيفا "يبدو أن الوضع يتجه للتهدئة وأن المواجهات انتهت". غير أن فيلناي نفى أن تكون إسرائيل التزمت بوقف عمليات تصفية ناشطين فلسطينيين، وحذر من أن جميع الناشطين "ينبغي أن يعرفوا أننا نراقبهم". أما رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية فقال أمس إنه "تم وضع حد للعدوان وحد للاغتيالات". وأضاف أن كافة الفصائل ملتزمة في التهدئة و"تنسيق" الموقف في الرد على أي "خروقات" إسرائيلية. من ناحية أخرى، يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الصواريخ التي تطلق من غزة والتهديد النووي الإيراني مرتبطان ببعضهما، وأن غزةوطهران وجهان لعملة واحدة و"الحل لتهديد الصواريخ من غزة سيأتي فقط حين يتم حل التهديد من طهران". وأبلغ نتنياهو أعضاء الكنيست من حزبه الليكود اليميني في وقت سابق أن حركة "الجهاد الإسلامي التي أطلقت غالبية الصواريخ مدعومة بشكل كامل ويتم تسليحها من طهران". وتابع "الجهاد الإسلامي فرع مملوك بالكامل من إيران ولذا لم يؤد العنف في الجنوب فقط إلى دفع إيران خارج جدول الأعمال بل على العكس دفعه إلى الواجهة".