لاغوس (نيجيريا) - أ ف ب - تقصد شابة عشرينية مركزاً طبياً في لاغوس يبقى اسمه طي الكتمان للخضوع لعملية تجميل في الصدر، إذ أن «السرية هي أساس النجاح»، على حد قول مودوبيه أوزولوا الرائدة في مجال الجراحة التجميلية في نيجيريا. في العام 2001، بعدما خضعت اوزولوا (38 سنة) لجراحة تجميلية في كاليفورنيا، عادت إلى بلدها الذي يضم 160 مليون نسمة والذي يتمتع بثروة نفطية كبيرة، لتنطلق في مجال الجراحة التجميلية. وتقر سيدة الأعمال بأن البدايات كانت صعبة إذ أن «كثيرين كانوا مشككين، ولم يطلعوا على المعلومات اللازمة» وبأن أحكاماً مسبقة ومعتقدات دينية لم تسهلا عليها مهمتها. وتضيف اوزولوا التي فرضت شركتها «بودي انهانسمنت» نفسها رويداً رويداً: «يعتقد البعض أنه سيذهب إلى الجحيم إذا خضع لعملية تجميل للأنف»، وأنه لن ينجب الأطفال بعد ذلك. ولا يزال قطاع الجراحة التجميلية صغيراً في نيجيريا، لكن الطلب عليه ازداد في غضون 11 سنة بنسبة « تتراوح بين 30 و40 في المئة»، في حين سجلت العلاجات التي تتم بالحقن مثل البوتوكس ارتفاعاً كبيراً، بحسب أوزولوا التي أكدت أنها حضرت لألف عملية جراحية وغير جراحية، لافتة إلى أن غالبية زبائنها من النساء، لكن عدد الرجال الذين يلجأون إلى خدماتها في تزايد مستمر. وتخضع النساء للعمليات على أنواعها، بحسب أوزولوا التي أوضحت أن العمليات الأكثر طلباً هي تجميل الصدر من تكبير وتصغير، وشد البطن، فيما يلجأ إليها بعض الرجال لشفط الدهون، وقلة قليلة لشد الوجه. لا يصدق توبريس أرهاوارين وهو مسؤول في شركة اتصالات في الرابعة والثلاثين من العمر ما تسمعه أذناه عندما يعلم بأن بعض الرجال، حتى لو كان عددهم ضئيلاً، يخضعون لعمليات تجميل، ويقول ضاحكاً: «لا أرغب في تغيير مظهري ... وأريد أن أبقى على طبيعتي». وتكافح أوشيه كاجا غباديسن (38 سنة) الوزن الزائد الذي اكتسبته بعد حملها مرات عدّة، بالتمارين الرياضية واتباعها حمية غذائية صحية، لكن في حال لم تبلغ هدفها بفضل هذه الخطوات، لن تتوانى عن الخضوع لعملية تجميل لبطنها. وتقول: «الجميع يعلم بالبوتوكس وعمليات شفط الدهون ... وما من أحد لا يرغب في تحسين مظهره». ويبدو أن هذا الاهتمام المتزايد بالجراحة التجميلية في نيجيريا يندرج في سياق إقبال أكثر شمولية على كل الوسائل التي من شأنها أن تحسن المظهر. فقاعات ممارسة التمارين الرياضية مكتظة أكثر من أي وقت مضى، والنيجيريون يعتنون بصورة متزايدة بنظامهم الغذائي، على حد قول اخصائية التغذية فانكيه أوشيفوي. وتتجلى هذه الظاهرة بوضوح في أوساط الطبقة الوسطى الميسورة في نيجيريا التي تعيش في المدن، وهي تعكس عولمة للعادات. وتلفت أيوكو التي تقصد قاعة التمارين الرياضية عينها أن «الجميع يرغب في خسارة الوزن ... والأمر سيان في أنحاء العالم أجمع». وفي رأيها، تؤثر الموضة العالمية على النيجيريين الذين باتوا يدركون أهمية الاعتناء بصحتهم. وهي مثل أوشيه ترغب في خسارة الوزن ولا تستبعد عملية تجميلية كملاذ أخير.