بعد أن تأهلت ثلاثة أندية سعودية لدور الثمانية من دوري أبطال آسيا، الأهلي ابتداء ثم تلاه الهلال والاتحاد. ومعهم كان فارس الدهناء الاتفاق، والذي تأهل أيضاً في كأس الاتحاد، كان الفرح عارماً، وعندما تمخضت القرعة عن تجنب الأندية السعودية لبعضها تجدد الفرح ولكن بطموح أعلى وهو الكأس، وعليه تكون كل أفراح كتبت ومورست من الماضي، الذي علينا أن ننساه إن أردنا لأنديتنا مواصلة المسير المنظم في الأدوار المهمة المقبلة، وهذه أمانة في عنق لجنة المسابقات يجب أن تؤديها وعلى أكمل وجه وبدقة متناهية، وليس مجرد عمل عشوائي واجتهادات شخصية قد تضر أكثر مما تنفع. الاتحاد الآسيوي برمجته للأدوار المقبلة محددة سلفاً ومعلومة مواعيدها، وقد أفصح عنها في روزنامته السنوية فماذا عن ربعنا؟ هل يقال لممثلينا الأربعة ما قيل سابقاً: دبروا أنفسكم؟ أم يتم التنسيق بين المباريات هنا وهناك ويراعى فيها السفر داخل المملكة أو خارجها، ثم إن القرعة ألزمت الهلال والاتحاد بالسفر لشرق القارة، ومعلوم ماذا يعني السفر إلى هناك من تفاوت في ساعات النوم والعمل والطقس؟ لذلك منعاً للإجهاد الناجم عن تعدد المشاركات لا أقول: دلعوهم على حساب غيرهم، فذلك أمر لا يمكن حدوثه، لكن نريد حداً أعلى من التقدير ومنعاً للازدواجية التي قد تضطر البعض للتضحية بنقاط محلية في سبيل مواصلة المسير أو تدفع الثمن وتخسر الاثنين معاً. قبل أن يطير أعضاء اللجان خارج الحدود للتمتع بإجازاتهم السنوية، ويبقى من لا يحل ولا يربط يجب تنسيق جداول ممثلينا الأربعة محلياً، بما لا يتعارض مع جداولهم خارجياً ومساعدتهم على المضي قدماً، وعقد اجتماع خاص بذلك والعدل بينهم جميعاً في أيام الراحة، مع أفضلية تمييزهم وإغلاق الأسماع أمام من سيحاول التشويش على أي قرار بداعي المحاباة، فالمسألة أصبحت مصلحة وطن وليست أندية، وشتان بين من يحارب على جبهتين بما فيهما من ضغط نفسي وبدني، وآخر فقط مكتف بواحدة ويمشي بها متعثر الخطى، ويريد مع ذلك مساواته بغيره، وعندما أقول الآن فقد حدثت شواهد مخجلة يبدو فيها أن أعضاء لجان المسابقات كانوا غير متوقعين لوصول الأندية لأدوار تالية، لذا حضرت الارتجالية والقرارات غير المدروسة في تقديم وتأخير بعض المباريات، والنتيجة كانت خسارة مضاعفة على الجبهتين. هذا على صعيد اللجان، أما الإعلام المرئي والمسموع فلهما دور آخر مهم، في حاجة إلى أن تفرد لهما مساحة حوار أخرى، ويكفي أن نستحضر ما حدث عندما تأهل الهلال والشباب لدور الأربعة، وكيف وضعهما الإعلام في النهائي قبل مبارياتهما، فخسرا نتيجة الدعم الذي تحول إلى تطبيل مبالغ فيه. حتى نواصل لابد من عمل جاد وعلى الأصعدة كافة، فنحن في حاجة ماسة إلى إعادة هيبة الكرة السعودية، وأملنا بات معلقاً في الأندية، بعد أن تقطعت عراه في المنتخب. [email protected] @monira