انتقد خطباء الجمعة في العراق امس تلكؤ البرلمان في اقرار قانون جديد للانتخابات ودعم ممثل المرجع الشيعي علي السيستاني في كربلاء نظام القائمة المفتوحة. وحض خطيب الصحن الحسيني ممثل السيستاني في كربلاء السيد احمد الصافي المسوؤلين في الكيانات السياسية كافة على الابتعاد عن التصريحات التي تُضر بأقرانهم من السياسيين من اجل كسب ود الناخبين، معتبرا اياها «ممارسات رخيصة ومرفوضة». وأضاف أن «هناك الكثير من السياسيين يلجأون إلى التجريح بإخوانهم في بعض وسائل الإعلام ليس للمصلحة الوطنية، إنما من اجل تشويه صورة الآخرين»، وأشار الى ان «وسائل الإعلام المغرضة تتصيد مثل هذه الافتراءات لأجل خلق حالة من التوتر بين مكونات الشعب العراقي». وهاجم الصافي المسؤولين المفسدين في الدولة لاسيما في الوزارات الخدمية واصفاً إياهم «بالكلب الذي يلعق بقايا الطعام». واكد ان «الشعب تحمل من المآسي الكثير خلال حقبة النظام البائد الذي أذاق الشعب العراقي، بكل أطيافه، الويلات». وقال «ندعو الى الكشف عن المسؤولين المفسدين الذين يتاجرون بحصة الفقراء من البطاقة التموينية وأهم ما فيها مادة الطحين، اذ اخذ بعض المتنفذين بتوزيع الفاسد منها على المواطنين الذين لا حول لهم ولا قوة». وطالب البرلمان العراقي بتشريع قانون الانتخابات وفق نظام القائمة المفتوحة لإعطاء حرية أكبر للمواطن في اختيار الشخص الكفوء الذي يمكن ان يمثله في البرلمان المقبل . واكد أن «بعض الكيانات السياسية أخذت تصر على ضرورة اعتماد القائمة المغلقة كونها أحست أنها لم تقدم شيئاً خلال المرحلة الماضية ما سيجعلها غير قادرة على منافسة الكيانات الأخرى التي ربما ستحقق في ظل القائمة المفتوحة نسبة أكبر من الأصوات». ولفت الشيخ علي الحسين خطيب وامام جامع سعاد النقيب في الغزالية الى ضرورة إيجاد حلول ملائمة لقضية كركوك وعدم ربطها بقانون الانتخابات. وقال إن المجلس فشل في ايجاد توفيق معقول حول الموضوع الأمر الذي تسبب في عرقلة مسألة صوغ قانون الانتخابات. وطالب الكتل السياسية بتجاوز الصراعات الداخلية في ما بينها والتركيز في عملها للمصلحة الوطنية وقال «لا نريد لبلادنا ان تعود الى تلك الايام السوداء التي عاشها العراقيون بسبب الصراع السياسي حتى كادت البلاد تنزلق الى هاوية الحرب الاهلية». من جهته وصف خطيب وإمام جامع الخلاني محمد الحيدري تفاوض القوات الاميركية مع فصيل مسلح دون علم الحكومة العراقية بأنه يمثل «خرقاً للاتفاق الأمني بين العراق والولايات المتحدة». واكد الحيدري في الخطبة السياسية التي القاها بعد صلاة الجمعة في جامع الخلاني وسط بغداد امس أن «الاميركيين لا يملكون الحق في التفاوض مع الفصائل المسلحة بعدما دخل الاتفاق الأمني حيز التطبيق». وتساءل عن السبب الذي دفع الفصيل المسلح الى الدخول في هذه المفاوضات بعد ادعاء غالبية تلك الفصائل انها تسعى لإخراج القوات الاميركية من البلاد. وقال «يبدو أن هناك طبخة جديدة تحاول تلك الفصائل انجازها، إذ انها تلجأ الى مفاوضة القوات الاميركية التي بدأت بالخطوة الاولى للانسحاب في حين أنها تدعي انها تقاتل المحتلين» وأوضح ان هذه المفاوضات يراد بها توجيه رسالة حول الاتجاهات الجديدة للفصائل المسلحة التي قتلت الكثير من العراقيين تحت غطاء السلطة، وقال «لا نريد لتلك الفصائل ان تتحدث باسم السنة لأنهم لو كانوا يريدون مصلحة ابناء السنة في شكل فعلي لما ارتكبوا المجازر بحق الاكراد ولا قتلوا رجال الدين في الأنبار». مؤكداً وجود احصاءات تشير الى مقتل اكثر من 100 رجل دين في الأنبار على يد تنظيم القاعدة.