قتلت قوات جزائرية خاصة ثمانية مسلحين يتبعون «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، في أعقاب عمليات تمشيط واسعة أطلقها الجيش الجزائري في أكثر من محور، لكن التركيز فيها منصب على منطقة القبائل حيث النواة الصلبة للتنظيم. وأفيد أن ما لا يقل عن ثمانية مسلحين قُتلوا في اشتباك مع وحدة خاصة للجيش الجزائري في المكان المسمى تاخوخت على الطريق المؤدية إلى بلدية واضية غير البعيدة عن عاصمة ولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة). ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر أمني أمس أن خمسة مسلحين فقط قُتلوا فيما تم إلقاء القبض على سادس، لكن مصادر أمنية قالت لاحقاً إن عدد القتلى أكبر. ووفق الرواية الرسمية فقد «كان الإرهابيون وعددهم عشرة على متن حافلة صغيرة سقطت في منحدر عقب العملية التي قام بها عناصر الجيش الوطني الشعبي». وأضافت الرواية الرسمية أنه «تم القبض على إرهابي سادس». ويُحتمل أن يكون المسلحون وراء عملية استهدفت يوم الجمعة الماضي أمن دائرة «واصيف» في تيزي وزو. وأسفرت حصيلة عمليات الجيش الجزائري في منطقة القبائل، منذ أسبوع، عن مقتل عشرة مسلحين وإلقاء القبض على إثنين. وتبقى منطقة الوسط (وهي «المنطقة الثانية» في هيكل «القاعدة») الأكثر نشاطاً أمنياً بحكم انتشار مقاتلي «القاعدة» عبرها. وتقول مصادر أمنية إن عمليات التمشيط الجارية كشفت أن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» كان يحضّر نفسه ل «عمليات استعراضية»، نظراً إلى أنواع الذخيرة والأسلحة المسترجعة وبينها أحزمة ناسفة ومواد تُستعمل في حشو مركبات مجهزة للتفجير. وتذكّر العمليات الحالية التي أطلقتها قيادة الجيش الجزائري بما يسمى سياسة «سيف الحجاج» التي باشرها الجيش بعد انقضاء آجال تطبيق قانون المصالحة الوطنية، من آذار (مارس) 2006 إلى آب (أغسطس) من العام نفسه. وتفضّل قيادة الجيش اللجوء إلى هذه السياسة في أوقات «صفاء» الظرف السياسي العام. وتتحدث مصادر عن عمليات كبرى متوقعة في مناطق جزائرية في وسط البلاد وفي ولايات شرقية و أخرى في الغرب، وهي تأتي بعد انتهاء ملف الانتخابات التشريعية في أيار (مايو) الماضي. وكانت الحكومة الجزائرية تتوجس من أن تكون للانتخابات تداعيات أمنية، وهو ما لم يحصل. ولا يبدو المحور الشرقي للجزائر بعيداً من العمليات العسكرية التي تقودها قوات الجيش، حيث يحتضن جنوب ولاية خنشلة (600 كلم شرق العاصمة) عمليات محاصرة لمجموعات مسلحة. وتتحدث أنباء عن صعوبات ميدانية تواجه تقدم وحدات الجيش بسبب اضطرار عناصر مختصة إلى قضاء وقت طويل في تفكيك قنابل تقليدية زرعها مسلحو «القاعدة» في مناطق عدة من الولاية. وتشير تقارير أخرى إلى عمليات عسكرية متواصلة في عين الدفلى (120 كلم غرب العاصمة) والبليدة الحدودية مع العاصمة. وتروّج السلطات الجزائرية منذ فترة لما يسمّى «مرحلة ما بعد الإرهاب»، وتحمل خطابات مسؤولين في الدولة عبارات متفائلة بنهاية مظاهر «العشرية السوداء»