حل رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح، أمس، في ولاية تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، في زيارة عمل «مفاجئة» لمنطقة القبائل للمرة الثانية في ظرف أقل من ستة أشهر. وأجرى قايد صالح تقويماً مع استخبارات المنطقة (القطاع العسكري) حول الوضع الأمني «الإيجابي» عبر المحور الموصوف ب «معقل» فرع «القاعدة» ببلاد المغرب الإسلامي. ويُنظر إلى الزيارة على أنها لتقويم إمكانات الحسم الأمني في معركة الجيش ضد العناصر المسلحة المنتشرة في محور منطقة القبائل. وعقد الفريق صالح، في هذا الإطار، اجتماعاً مع مسؤول القطاع العسكري وقائد الناحية العسكرية الأولى (مقرها البليدة 50 كلم جنوب العاصمة). وهذه الزيارة الثانية لقايد صالح لتيزي وزو بعدما قام بزيارة مماثلة في تموز (يوليو) الماضي وأطلق خطة أمنية عبر مركز عمليات موحد لمكافحة الإرهاب يتولى متابعة سير العمليات العسكرية والأمنية ضد «القاعدة». وأفيد أنه درس النتائج الأولية التي تحققت منذ زيارة الصيف وأمر بالاستمرار في الوتيرة ذاتها من العمل العسكري. وفقدت «القاعدة» في منطقة القبائل كثيراً من عناصر قوتها في الأعوام الثلاثة الماضية، إذ قُتل قياديون وجُند كثيرون في التنظيم الذي كان ينجح من حين إلى آخر في قتل جنود ونصب حواجز أمنية مزيفة تمارس عمليات خطف آخرها تم أول من أمس ضد موظف جزائري يعمل لمصلحة شركة كندية في «الجباحية» بولاية البويرة (120 كلم شرق العاصمة). وتمت زيارة قايد صالح لتيزي وزو أمس وسط إجراءات أمنية مشددة على طول مسار موكبه العسكري انطلاقاً من كتيبة الدرك الوطني وإلى غاية مقر قطاع العمليات في الولاية. ونفت مصادر «الحياة» أن يكون هناك ارتباط بين وجود رئيس أركان الجيش في الولاية وتغييرات قد تطاول رأس الفرق العسكرية المنتشرة في المنطقة. وكانت الزيارة الأولى حصلت مباشرة بعد اغتيال عسكريين على جماعة إرهابية في تاخوخت، جنوب شرقي تيزي وزو. ويُعتقد أن الجيش الجزائري سيزيد من ضغوطه على «المنطقة الأولى» التي يُشرف عليها القيادي في «القاعدة» حذيفة الجند وتتمركز فيها قيادة الأمير الوطني للتنظيم أبو مصعب عبدالودود. وتقول تحليلات أن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» يتجه فعلاً من مناطقه في شمال الجزائر نحو الساحل الصحراوي، وربما تنتقل قيادته إلى تلك المنطقة الجنوبية أخذاً في الاعتبار تغيير موازين القوى في الشمال لمصلحة قوات الأمن. ويعتقد أمنيون أن ضرب معاقل «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقاً والتي تحوّلت إلى فرع «القاعدة» في بلاد المغرب، في مواقعها الأصلية في الشمال (مثل ولايات منطقة القبائل) أسهم فعلاً في زيادة التفكير في أوساطها في نقل نشاطها إلى منطقة الساحل المفتوحة. وشهدت منطقة القبائل منذ الصيف الماضي إعادة انتشار للوحدات العسكرية في النقاط التي تشهد تحركاً مكثفاً للجماعات المسلحة. وتقرر في هذا الإطار تنشيط العمل الإستخباراتي وإعطاؤه الأولوية القصوى وتسريع تبادل المعلومات بين مختلف أجهزة وأسلاك الأمن، وإعادة تنشيط العمليات الخاصة المبنية على المعلومات المؤكدة واستهداف «رؤوس تنظيم القاعدة» وخلاياه الأساسية، وإنشاء قيادة للعمليات الخاصة يكون تخصصها وطنياً وتُسند قيادتها إلى أحد كبار ضباط هيئة الأركان.