تشن قوات الجيش الجزائري منذ ما يقرب الشهر عمليات تمشيط وقصف لمعاقل ما يعرف ب «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» في بجاية (260 كلم شرق العاصمة). وتأتي هذه العمليات الضخمة عقب أوامر أصدرها قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح إلى كبار ضباط المؤسسة العسكرية بالقضاء على معاقل «القاعدة» في مناطق القبائل شرق العاصمة. وتحدثت مصادر أمنية عن أن قوات الجيش الجزائري ربما تحاصر «أمير القاعدة» عبدالمالك دروكدال المكنّى «أبو مصعب عبدالودود»، فيما أعلن عن مقتل مسلح وجرح آخر في أعالي قرية أغلاد الواقعة على الطريق الوطني الرقم 12 في بلدية أدكار التابعة لولاية بجاية، حيث تقوم قوات الجيش بعملية تمشيط واسعة في غابات أكفادو. وبدأت العمليات قبل شهر تقريباً عندما نصب مسلحون مكمناً راح ضحيته سبعة حرّاس من بلدية تيفرة. وقالت مصادر إن جثة المسلح القتيل نُقلت أمس إلى مصلحة حفظ الجثث في مستشفى سيدي عيش، بغرض تحديد هويته، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق ب «عنصر من جماعة إرهابية مجهولة العدد» كانت تنتقل بين معاقل هذه المنطقة وتم تحديد مكانها من طرف عناصر الجيش خلال عملية التمشيط. ووصفت العمليات الحالية التي تقودها هيئة القوات الخاصة بأنها الأكبر من نوعها منذ الصيف الماضي حيث يعتقد أن قوات الجيش الوطني تحاصر «أبو مصعب عبدالودود». ويقود الهجوم ضباط في الجيش بمساعدة معلومات يوفرها لهم «تائبون» من التنظيم سلّموا أنفسهم إلى السلطات. ويشرف الفريق قايد صالح على العمليات، ونُقل عن قيادات في الجيش أنه انتقل قبل أيام إلى مناطق مختلفة في الجزائر في زيارات تندرج في إطار معاينة «مخطط مكافحة الإرهاب» الذي يتضمن إعادة انتشار قوات الجيش في مناطق عدة استجابة لتقارير أمنية تفيد بجود تحركات إرهابية. وتتميز العمليات العسكرية التي تشنها منذ أسابيع قوات الجيش، بالتنسيق مع مختلف أسلاك الأمن، بأنها تتم بإشراف مباشر وميداني من طرف قادة النواحي العسكرية وعدد من الجنرالات الذين يتابعون من قرب سير عمليات التمشيط في تيزي وزو وبجاية وبومرداس والبليدة وتبسة ومستغانم وعين الدفلى. ولوحظ أن قوات الجيش وسّعت في الأسابيع الأخيرة أيضاً من خريطة عملياتها العسكرية، إذ تظهر الخريطة الأمنية أن «المنطقة الثانية» (أي مناطق القبائل) هي الأكثر حضوراً في انتشار قوات الجيش. ومعلوم أن النواة الصلبة ل «تنظيم قاعدة المغرب الإسلامي: تتمركز في هذه المنطقة". وتأتي هذه الأنباء في وقت أعلن عن استسلام قائد مجموعة مسلحة كان وراء اغتيال مهندس فرنسي وسائقه عام 2008. وأُفيد أن «الأمير سرسوب» سلّم نفسه طوعاً قبل أيام للسلطات الأمنية في مدينة بوغني بولاية تيزي وزو (شرق العاصمة). وكانت صدرت بحق سرسوب أحكام عدة بالسجن والإعدام بتهمة التورط في اعتداءات «ارهابية» وعمليات قتل أهمها تنفيذه لعملية قتل مهندس فرنسي وسائقه في منطقة عمال بولاية تيزي وزو (100 كيلومتر شرق العاصمة).