طهران، موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – اتهم نائب ايراني بارز الدول الست المعنية بالملف النووي لبلاده، ب «سوء التصرّف»، بعد فشل جولة المحادثات بين الطرفين في موسكو، فيما لوحت واشنطن وباريس بتشديد العقوبات على طهران. وقال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسية الخارجية في مجلس الشوري (البرلمان) الايراني علاء الدين بروجردي: «واجهنا خلال جولة موسكو، سوء تصرّف من بعض الدول الغربية، خصوصاً أميركا وحلفاءها». واضاف: «اعلنت ايران مراراً أنها لن تتنازل عن حقها المؤكد في امتلاك الطاقة النووية السلمية، وعلى الغرب والدول الست قبول ذلك وألا تتأثر بما تثيره أميركا والصهاينة من مسائل هامشية». وشنّ قائد «الباسيج» الجنرال محمد رضا نقدي، هجوماً على «سياسة الضغط التي انتهجتها» الدول الست (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، مضيفاً: «أمتنا مستعدة لأن تثبت أن 5+1 يعادل صفراً، وأن لا وسيلة للضغط على ايران، وان استراتيجية تلك الدول فارغة». وحضّ الدول الست على «الاتعاظ من سجلّها الشيطاني إزاء ايران». وكان سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني سعيد جليلي، الذي رأس وفد بلاده خلال جولة موسكو، أعلن أن ايران أبلغت الدول الست أنها «تريد اعترافاً بحقها الطبيعي في تخصيب اليورانيوم الى جميع المستويات لأهداف سلمية، في أي اتفاق مستقبلي» بين الجانبين. وقال في مؤتمر صحافي بعد اختتام جولة موسكو: «الكرة في ملعب الدول الست التي تواجه اختباراً حقيقياً حول تعزيز الثقة. نأمل في أن تؤدي هذه الفرصة الى أن يختار الغرب المسار الصحيح، إذ إن الخيار في يده للخروج من الطريق المسدود، والمضي قدماً في التعاون مع إيران». وحذر من أن «أي خطوة خاطئة، وأي خطة لا تنسجم مع هذه المقاربة، لن تكون بناءة وسيكون عليها رد مناسب». أما وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون التي رأست وفود الدول الست، فأقرت بأن «الايرانيين بدأوا بتناول الجوهر، للمرة الأولى، لكن الطريق ما زال طويلاً جداً». وقالت في مؤتمر صحافي منفصل: «بدأنا التعامل مع قضايا حاسمة، ومع ذلك، ما زال واضحاً أن ثمة فجوات ضخمة بين موقفي الطرفين. الخيار يعود الى ايران، ونتوقع أن تقرر هل ستتيح إنجاح الجهود الديبلوماسية، والتركيز على التوصل الى اتفاق حول خطوات ملموسة لبناء الثقة وتبديد مخاوف المجتمع الدولي». واضافت إن لقاءً على مستوى الخبراء سيُعقد في اسطنبول في 3 تموز (يوليو) المقبل، يليه اجتماع ثانٍ بين نائبها ونائب جليلي، يتبعه اجتماع بينها وبين جليلي في تاريخ ومكان لم يُحددا. عقوبات وبعد فشل جولة موسكو، أعلن مسؤول أميركي بارز «تشديد العقوبات» على ايران، مضيفاً: «قلنا للإيرانيين أن مزيداً من الضغوط ستُمارس إن استمر هذا الوضع. لن ندخل في شرك عملية نرى أنها غير مثمرة». أما وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، فاعتبر أن «ردود ايران على عرض الدول الست، أكدت التباعد الكبير بين مواقف الطرفين». واضاف: «سيتواصل تشديد العقوبات، طالما ترفض ايران التفاوض جدياً». واعتبر مصدر ديبلوماسي فرنسي أن محادثات موسكو «اتسمت بالوضوح، ما ساهم في تبيان مدى التباعد بين الجانبين». واضاف أن الدول الست «توجهت الى موسكو بذهنية منفتحة ورغبة بالتفاوض، فيما حضر الوفد الايراني ومعه تغليف كلامي جديد لمواقفه ذاتها». ولفت الى أن «مواصلة التفاوض لا يعني السقوط في لعبة الايرانيين، إذ لم يعد في وسعهم كسب الوقت، مع تشديد العقوبات واتجاه الموقف الدولي الى مزيد من الإجماع» في شأن الملف النووي. واستدرك أن «جولة موسكو لم تؤدِّ إلى مأزق، إذ أن المأزق يعني توقُّفَ كل شيء. لكن ثمة رغبة لدى الجميع في الإبقاء على أي فرصة، مهما كانت ضئيلة، للتوصل الى تسوية ديبلوماسية. والدول الست مجمعة على مواصلة المفاوضات، بعيداً من أي مساومة». إيران - بوليفيا في غضون ذلك، أبرم الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ونظيره البوليفي ايفو موراليس في لاباز، مذكرة تفاهم لمكافحة الإتجار بالمخدرات، تشمل تدريب ايران الشرطة البوليفية وتزويدها أجهزة اتصالات. الى ذلك، أوردت صحيفة «واشنطن بوست» أن الولاياتالمتحدة وإسرائيل صنعتا الفيروس المعلوماتي «فليم»، الذي هدف الى رسم خريطة لشبكات الكومبيوتر في ايران ومراقبة أجهزة الكومبيوتر الخاصة بمسؤوليها، وذلك للمساعدة في إبطاء وتيرة البرنامج النووي الايراني.