طهران، تل أبيب – أ ب، رويترز، أ ف ب – رفعت إيران سقف التفاوض مع الدول الست المعنية بملفها النووي، اذ سخرت من إعلان قادة غربيين أن «الوقت ينفد أمام الحوار»، ونصحتهم ب «الامتناع عن القيام بحسابات خاطئة»، فيما اعتبرت إسرائيل أن إنجاح الجولة المقبلة من المحادثات «النووية» يكمن في السماح للإيرانيين ب «اللعب بكمية ضئيلة» من اليورانيوم المخصب، «لا تكفي مطلقاً لصنع سلاح نووي واحد». وقبل أسبوع من جولة المحادثات في بغداد بين إيران والدول الست، قال سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي: «يمكننا التفاوض في بغداد من أجل التعاون، على أساس احترام حقوق إيران غير القابلة للتفاوض. بعضهم يقول إن الوقت ينفد أمام الحوار، وأقول لهم إن ما ينفد هو الوقت أمام استراتيجية الضغط» الغربية على طهران. واضاف انه سمع أخيراً «تصريحات لقادة غربيين» في شأن إبقاء الضغوط على إيران، وزاد: «أنصحهم بالامتناع عن حسابات خاطئة. على الغرب ان يدرك أن تشديد العقوبات سيساعد إيران في المضي قدماً في الاكتفاء الذاتي. السبيل الذي اختارته إيران، لا عودة فيه. (الغرب) أراد عرقلة تقدّمها في المجال النووي، لكنه فشل، إذ أنها الآن دولة نووية». وختم جليلي: «إن شاركنا في المفاوضات من موقع قوة، فذلك بفضل مقاومتنا، وهكذا تمكّنا من صون حقوق الشعب الإيراني الذي لن يتنازل أبداً عن أيّ منها». في غضون ذلك، أكد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك أن واشنطن وتل ابيب «متفقتان في الجوهر» في ما يتعلق بطهران، مضيفاً: «نقوله بوضوح، والأميركيون يقولونه أيضاً، الرئيس (باراك أوباما) يقوله أيضاً: من غير المقبول أن تملك إيران سلاحاً نووياً». وقال لشبكة «سي أن أن» الأميركية إن إسرائيل «تثق» بالدول الست التي تجري محادثات مع إيران في شأن ملفها النووي، لكنها تتوقّع من هذه الدول «وضع السقف في مكان بحيث يمنع إيران من التحوّل (دولة) نووية عسكرياً، مهما طال الزمن للوصول إليه». وأضاف: «إذا حدّد المجتمع الدولي عتبة تتيح لإيران، وإن قبلت بها، في شكل كامل أو جزئي فقط، مواصلة المضي في اتجاه برنامج نووي عسكري، يكون ذلك مثيراً للسخرية، ووهماً». وكرّر باراك شروط إسرائيل لإنجاح المحادثات، وهي تتمثّل في وقف إيران تخصيب اليورانيوم، حتى بنسبة 3 في المئة، وإخراج كلّ اليورانيوم المخصّب من أراضيها، وزاد: «يمكن السماح (للإيرانيين) باللعب بكمية ضئيلة (من اليورانيوم المخصب)، لا تكفي مطلقاً لصنع سلاح نووي واحد. اعتقد بأن إيران نووية ستغيّر المشهد كلّه في الشرق الأوسط، وعلينا فعل شيء لإحباط ذلك، سواء على شكل عقوبات أو مفاوضات أو أيّ أمر آخر». في السياق ذاته، أكد الجنرال إيدو نحوشتان الذي كان حتى قبل أيام قائداً لسلاح الجوّ الإسرائيلي، أن هذه القوات مستعدة لأي سيناريو، بما في ذلك ضرب المنشآت النووية الإيرانية. وتزامنت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين مع تأكيد السفير الأميركي في تل أبيب دانيال شابيرو أن بلاده أعدّت خططاً لهجوم محتمل على إيران. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عنه قوله لنقابة المحامين الإسرائيليين: «سيكون من الأفضل تسوية ذلك بطريقة ديبلوماسية، من خلال الضغط (على طهران)، بدل استخدام القوة العسكرية، لكن ذلك لا يعني أن الخيار ليس متوافراً. إنه ليس متوافراً فقط، بل جاهز أيضاً، ووُضع التخطيط اللازم لضمان أن يكون جاهزاً». وزاد: «نعتقد بأن ثمة بعض الوقت، لا وقت غير محدود. ولكن في مرحلة معيّنة، قد يتوجّب علينا اتخاذ قرار بأن الديبلوماسية ستفشل».