«الحياة»، رويترز، أ ب، أ ف ب - فرضت الأزمة السورية نفسها بقوة على مداولات قمة مجموعة العشرين لكن التباين في وجهات النظر بقيت سائدة بين الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن في شأن الطريقة المثلى للوصول إلى «خريطة طريق حل الأزمة» التي كان يُعتقد أنها ستُمهد لانتقال سلمي للسلطة ومنع مواجهة كبرى في منطقة الشرق الأوسط الحساسة. وقال الرئيس باراك اوباما إن روسيا والصين «لم تنضما» إلى أي خطة لإبعاد الرئيس السوري بشار الأسد عن السلطة «لكنهما تدركان مخاطر حرب أهلية شاملة في البلاد». وأضاف اوباما «أن الأسد فقد الشرعية كاملة وأن من المتعذر تصور أي حل للعنف في سورية يبقيه في السلطة». وسلم اوباما بأنه فشل في تحقيق اختراق مع زعيمي روسيا والصين على رغم محادثات مكثفة مع الدولتين اللتين تحميان الأسد من تشديد عقوبات الأممالمتحدة. وقال للصحافيين، في ختام القمة «لا استطيع أن أشير في هذه المرحلة إلى أن الولاياتالمتحدة وباقي المجتمع الدولي مصطفان مع روسيا والصين في مواقفهما لكنني اعتقد انهما تدركان المخاطر الجدية لحرب أهلية شاملة». وأضاف «لا اعتقد انهما تتغاضيان عن المذابح التي شهدناها وأظن انهما تعتقدان أن من مصلحة الجميع أن تكون لدى سورية آلية لوقف العنف وإيجاد حكومة شرعية». وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح انه يريد ألا يبقى الأسد في السلطة. لكن بوتين سارع إلى نفي ذلك وقال «إن السوريين وحدهم الذين يجب أن يقرروا هل يبقى الأسد أم يرحل». ودافع بوتين عن السياسة الروسية القائمة على عدم التدخل في سورية مع إشارته إلى انه «لا يعود للأجانب أن يقرروا من يجب أن يحكم بلداً ما». وقال في ختام أعمال القمة «نعتقد انه لا يحق لأي كان أن يقرر من يجب أن يكون في السلطة أو لا في الدول الأخرى وليس المهم تغيير النظام لكن بعد تغيير النظام من سيكون دستورياً فلنضع حداً للعنف وأن يعم السلام في البلاد». مفاوضات مسبقة واعتبر الرئيس الروسي انه يتوجب على كل الدول أن تجلس إلى طاولة المفاوضات وأن تضع خطة مسبقة تتيح التوصل إلى حل من خلال التفاوض للأزمة. وأضاف «ليس كما في بضع دول شمال أفريقيا حيث يستمر العنف على رغم أن النظام قد تغير» في إشارة إلى ليبيا حيث سقط نظام العقيد معمر القذافي بمساعدة الغربيين. وكان أوباما قال «لا اقترح حتى الآن إلا أن تكون الولاياتالمتحدة وباقي الأسرة الدولية حلفاء مع روسيا والصين لكن اعتقد انهما تعيان مخاطر الحرب الأهلية» في هذا البلد. وأوضح انه قال للرئيسين الروسي والصيني هو جينتاو «أن الأسد لا يمكنه أن يبقى في السلطة إذ إن نظامه متهم بقتل عدد كبير من المدنيين». وأقر بأن العلاقات التاريخية بين روسيا ودمشق وتحفظ الصين حيال التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى أخر التوصل إلى تسوية الأزمة». وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إن روسيا تلعب «دورها من اجل العملية الانتقالية» في سورية التي تتضمن رحيل بشار الأسد عن السلطة، مضيفاً أن «الذين يذبحون شعبهم حالياً لا يمكن أن يكونوا مستقبل سورية». وشدد على انه «علينا أن نزيد من ضغط العقوبات وإعطاء مهمة لبعثة المراقبين تختلف عن المهمة الحالية طالما أن المراقبين انسحبوا وكذلك إيجاد حل سياسي يقوم على رحيل الأسد». وجاء في بيان للبيت الأبيض أن اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اعلنا الثلثاء انهما مع عملية انتقالية سياسية في سورية، وأن الرجلين «بحثا في أهمية تشجيع تأسيس مرحلة انتقالية سياسية تضع حداً لحمام الدم وتؤدي إلى تشكيل حكومة تترجم إرادة الشعب السوري». وأضاف البيان أن اردوغان وأوباما «بحثا أيضاً الوضع في العراق وأكدا دعمهما وحدة البلاد. كما بحثا ضرورة تعزيز التعاون ضد الإرهاب».