في عملية تؤشر الى طبيعة المواجهة في المرحلة المقبلة بين الجيش اليمني وتنظيم «القاعدة»، تمكن انتحاري صومالي الجنسية من اغتيال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء الركن سالم قطن الذي قاد الحملة العسكرية ضد قوات التنظيم في محافظة أبين (جنوب)، عندما فجر نفسه في موكبه لدى خروجه من منزله في مدينة المنصورة بمحافظة عدن في وقت باكر امس. وقتل في العملية جنديان من مرافقي قطن وأصيب نحو 13 شخصاً آخرين بينهم نساء واطفال من المارة. وكان تنظيم «القاعدة» توعد بتنفيذ عمليات «انتقامية» تستهدف كبار قادة القوات المسلحة والأمن، رداً على الحملة التي اخرجت مسلحيه من أبين، وتحاصرهم في شبوة. وأعلن امس مسؤوليته عن اغتيال قطن، وقال في بيان نشرته مواقع تابعة له على «الإنترنت» ان العملية جاءت إنتقاماً من حملة أبين، وتوعد بعمليات مماثلة في الأيام المقبلة. ويعني اغتيال قطن ان المقاتلين المتشددين الذين فضلوا الانسحاب من المدن واعادوا الانتشار في المناطق الجبلية الوعرة قرروا التخلي عن اسلوب المواجهة المباشرة الذي طبع تحركهم خلال العام المنصرم بسبب انعدام التكافؤ مع الجيش عدداً وعدة، وسيركزون على «العمليات النوعية» التي تستهدف القيادات العسكرية والأمنية. وقال بيان نعى اللواء قطن صدر عن رئاسة الجمهورية والقيادة العليا للجيش إن «استشهاده لن يثني الشعب اليمني وقواته المسلحة والأمن عن مواصلة تطهير البلاد من شرور الإرهابيين القتلة، والحفاظ على الأمن والاستقرار». وعبر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن «ألمه الشديد للحادث الارهابي والفعل الاجرامي»، وقال خلال استقباله أمس وفداً أمنياً وعسكرياً أميركياً برئاسة قائد القيادة العسكرية الوسطى الجنرال جيمس ماتيس، ان «الحرب على تنظيم القاعدة الارهابي ستستمد قوة اكبر من الدماء الطاهرة والشهداء الابرار الذين سقطوا وكان آخرهم اللواء قطن». وكان التنظيم الارهابي فشل في محاولات عدة لاغتيال وزير الدفاع اللواء محمد ناصر أحمد أثناء وجوده في محافظتي عدن وأبين في الأشهر الماضية، وأعلن مسؤوليته عن الهجوم الانتحاري الذي استهدف كتائب لقوات الأمن المركزي والجيش أثناء قيامها بعرض عسكري تجريبي في ميدان السبعين وسط صنعاء عشية الإحتفال بذكرى الوحدة اليمنية في 21 الشهر الماضي، والذي أسفر عن مقتل نحو 100 جندي وجرح أكثر من 300 آخرين. وقال التنظيم يومها أن الإنتحاري كان يستهدف وزير الدفاع وكبار القادة العسكريين.