اختار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أخاه الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولياً للعهد، وأمر - طبقاً لأمر ملكي صدر أمس - بتعيينه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع. كما أصدر خادم الحرمين الشريفين أمراً ملكياً أمس عيّن بموجبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية. ويأتي تعيين الأمير سلمان ولياً للعهد لكون نظام هيئة البيعة لا يسري على الملك الحالي، وله حق اختيار ولي عهده. ووصفت صحيفة «التايمز» البريطانية ولي العهد السعودي الجديد أمس بأنه «محبوب جداً، ويحظى باحترام واسع النطاق». من جهته، رفع ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، برقية شكر لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في ما يأتي نصها بحسب وكالة الأنباء السعودية: «سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أيده الله وأدام عزه، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: فإنني في هذا اليوم الذي تتلقون فيه التعازي والمواساة في وفاة فقيد الوطن سيدي الأمير نايف بن عبدالعزيز تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وجزاه عما قدمه لدينه ثم مليكه ووطنه خير الجزاء، لأسأل الله سبحانه أن يحفظكم ويبقيكم ذخراً للإسلام وللأمتين العربية والإسلامية، ولشعبكم الوفي الذي يحظى برعايتكم وعنايتكم السامية الكريمة. ولا يسعني يا سيدي إزاء ثقتكم الغالية باختياركم لي لولاية العهد، وتعييني نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع، إلا أن أتوجه إلى المولى جل وعلا بالدعاء أن يحفظكم ويطيل في عمركم ويمدكم بالمزيد من عونه وتسديده الدائمين، وأن يوفقني للسير على نهجكم المسدد وسياستكم الحكيمة الراشدة التي استمديتموها من والدكم جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن تغمده الله بواسع رحمته. وإنني إذ أعاهد الله ثم أعاهدكم يا سيدي أن أكون مخلصاً لديني ثم لمقامكم الكريم وهذا الوطن العزيز، وفياً لثوابته الراسخة على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم والتي لن نحيد عنها بحوله تعالى. والله أسأل أن يحيطكم بعنايته ويحرسكم بعينه التي لا تنام، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها وازدهارها تحت قيادتكم الرشيدة». فيما هنأ الرئيس الأميركي باراك أوباما خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أمس (الإثنين) على اختياره نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وقال بحسب «رويترز»: «إنه يتطلع إلى مواصلة العلاقة مع ولي العهد الجديد، لترسيخ الشراكة الأميركية السعودية».(للمزيد) وقال أوباما في بيان أصدره البيت الأبيض: «كان من دواعي سعادتي أن أستقبل الأمير سلمان بن عبدالعزيز في البيت الأبيض في نيسان (أبريل) الماضي، وإني أدرك أنه رجل عميق الإيمان، يلتزم بتحسين حياة شعب السعودية والنهوض بأمن المنطقة». وأضاف: «تتطلع الولاياتالمتحدة إلى مواصلة علاقتنا القوية مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز في منصبه الجديد، ونحن نعمل على تعميق الشراكة القديمة بين الولاياتالمتحدة والسعودية». إلى ذلك، تقبّل خادم الحرمين الشريفين العزاء أمس في ولي العهد الراحل الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي توفي السبت خارج المملكة، ودُفن الأحد في مكةالمكرمة، وسط حضور رسمي وشعبي وإقليمي ودولي كبير. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أمس أن العزاء في الأمير نايف سيكون في قصر السلام في جدة بعد صلاة مغرب الإثنين والثلثاء والأربعاء. واستمر توافد كبار الزعماء العرب والغربيين والإسلاميين إلى السعودية لتقديم العزاء والمواساة إلى خادم الحرمين الشريفين. وذكر أمر ملكي أمس أنه بعد الاطلاع على النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الوزراء، ونظام هيئة البيعة، وبناءً على ما تقتضيه المصلحة العامة، «فقد اخترنا صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، وأمرنا بتعيين سموه نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للدفاع». وولد ولي العهد السعودي الجديد في آخر أيام عام 1935، وهو الابن ال25 لمؤسس السعودية الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود. وتلقى تعليمه في مدرسة الأمراء بالرياض. ودخل العمل العام في آذار (مارس) 1954 بتعيينه أميراً لمنطقة الرياض بالنيابة. وفي نيسان (أبريل) 1955 عين أميراً لمنطقة الرياض حتى كانون الأول (ديسمبر) 1960. وفي شباط (فبراير) 1963 أعيد تعيينه أميراً للرياض، وفي تشرين الثاني (نوفمبر) 2011 عين وزيراً للدفاع. ويتولى رئاسة عدد من الجمعيات الخيرية ومؤسسات الأبحاث. وله باع طويل في العمل الخيري والإنساني، إذ ترأس اللجان التي جمعت تبرعات لمنكوبي السويس (1956)، والجزائر (1956)، وشهداء الأردن (1967)، ومجاهدي فلسطين (1967)، ومنكوبي باكستان (1973) ودعم المجهود الحربي لمصر وسورية (1973)، وسيول السودان (1988)، وإيواء الكويتيين (1990)، وفيضانات بنغلاديش (1991)، والبوسنة والهرسك (1992)، وزلزال مصر (1992)، والانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000). أما وزير الداخلية السعودي الجديد الأمير أحمد بن عبدالعزيز فهو الابن ال31 للملك عبدالعزيز آل سعود، وهو من مواليد عام 1941. وسبق له أن عمل نائباً لأمير منطقة مكةالمكرمة في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز. وفي عام 1975 عين نائباً لوزير الداخلية إلى حين صدور أمر ملكي أمس قضى بتعيينه وزيراً للداخلية. وتلقى الملك عبدالله بن عبدالعزيز التعازي أمس من العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، والإسباني الملك خوان كارلوس، ووزير التراث والثقافة العماني هيثم بن طارق، والنائب الأول لرئيس المجلس الوطني الليبي الدكتور مصطفى الهوني. ورفعت حكومة فنزويلا - في بيان صدر في كراكاس أمس - تعازيها لخادم الحرمين الشريفين ولشعب السعودية في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأعرب وزير خارجية كندا جون بيرد نيابة عن شعب بلاده عن تعازيه ومواساته لخادم الحرمين الشريفين وللشعب السعودي في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. وقال في بيان أمس: «إن المملكة فقدت رجلاً شريفاً صاحب إنجازات عظيمة، كرّس حياته لأمن الشعب السعودي». وأضاف أن الأمير نايف بن عبدالعزيز «أشرف بنجاح على جهود التحديث بوزارة الداخلية، وساعد على إقامة علاقات تعاون قوية في المجالات الأمنية بين كندا والسعودية، وتحت قيادته أحرزت السعودية تقدماً كبيراً في استئصال الإرهاب والتطرف من المنطقة». وتلقى خادم الحرمين الشريفين اتصالاً هاتفياً أمس من الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان الذي قدم له التعزية في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز. ووصل إلى جدة أمس رئيس الوزراء الماليزي داتو سري محمد نجيب تون عبدالرازق لتقديم واجب العزاء والمواساة لخادم الحرمين الشريفين. وتلقت سفارات السعودية في دول العالم التعازي أمس في فقيد البلاد. وأقام بعضها صلاة الغائب على الأمير نايف بن عبدالعزيز. وأقيمت صلاة الغائب على ولي العهد الراحل بالأزهر في القاهرة أمس. وعلى صعيد آخر، من المقرر أن يتلقى أمراء مناطق المملكة البيعة من المواطنين لولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز.