لم يستنكر منسّق البرنامج الثقافي في ملتقى الشعر الخليجي الدكتور عبدالله المعيقل الآراء وردود الفعل التي عبّرت عن امتعاضها من الأسماء السعودية المشاركة، واعتبر هذه الآراء «مشروعة ومتوقعة أيضاً»، مؤكداً أن المملكة «مليئة بالشعراء في كل منطقة، ولأن أي اختيار مهما اتخذ في شأنه من تدقيق ومن تفكير، لا بد من أن يكون في النهاية عرضة للتحفظ من البعض، وربما الانتقاد». وقال المعيقل ل «الحياة» إن إرضاء الناس جميعاً في أمر كهذا «ليس من السهل تحقيقه. ولكننا اجتهدنا قدر الإمكان. ولا ننكر أن يختلف معنا الآخرون. ومن المؤكد وجود من يعترض على هذا الاسم أو ذاك في قائمة شعراء المملكة. وربما هناك من تساءل عن غياب شاعر أو آخر، وهذا شيء طبيعي». وأوضح أن آلية الاختيار بالنسبة إلى المملكة كانت وفق معايير، هي: أن تكون المملكة بكل مناطقها ممثلة، وأن يراعى في هذا التمثيل حضور الأجيال كافة، وأن تكون عناصر التمثيل من الشعراء والشاعرات، لافتاً إلى أن هذه المعايير لم تطبق «من دون اعتبار للناحية الفنية ولو بدرجة نسبية، فهناك مناطق لم نجد من يمثلها تمثيلاً جيداً، وهناك مناطق تكرر تمثيلها». وقال المعيقل: «سمعت من الحضور من يقول إنه عندما نختار منتخباً سعودياً لكرة القدم لا نهتم بالمناطقية ونختار الأحسن، معتبراً أن هذه مقارنة غير صحيحة، وشتان بين الاثنين. فنحن لسنا في مسابقة شعرية، ولا بد من إتاحة الفرصة للجميع، ولو كان الأمر يستقيم هنا، لاخترنا من أبرز الشعراء الذين لهم تجربة ممتدة، وأهملنا التجارب الأخرى والأسماء الشابة. ذلك أن أحد أهداف المشاركة في الملتقى إتاحة الفرصة للشعراء الجدد». وذكر أن ملتقى الشعر الخليجي، الذي انطلق الاثنين الماضي في الطائف ويختتم فعالياته اليوم، «يأتي ضمن منظومة مجلس التعاون، التي تؤكد على وجود برامج ونشاطات مشتركة، اقتصادية واجتماعية وثقافية بين دول المجلس». وأكد المعيقل أن التجمع الثقافي بين الإخوة العرب «أينما كان، هو أمر مهم جداً ولا يوجد كالثقافة واللغة رابط قوي بين الشعوب. والملتقى الخليجي فرصة للشعراء والمثقفين السعوديين والضيوف من الخليج، للالتقاء والتعارف والتحاور والاستماع إلى بعضهم بعضاً، والاستفادة من التجارب المختلفة والتواصل بين المبدعين في بيئة تكاد تتشابه فيها الظروف، وتجمع بينها عوامل مشتركة. وذلك في جو ودي مريح بعيداً عن التكلف والرسميات المعتادة»، مشيراً إلى أن ما يجري في اللقاءات الجانبية بين الوفود والحاضرين، وعلى هامش الملتقى، «لا يقل في أهميته عن البرنامج المجدول». وقال إن ملتقى الشعر الخليجي ينظم كل عامين في دولة من دول مجلس التعاون، وتختار كل دولة شاعرين، مع عدا الدولة المضيفة، «فلها حرية اختيار العدد الذي تراه مناسباً»، كاشفاً أنهم قرروا وللمرة الأولى في حفلة الافتتاح أن يلقي شاعر من كل دولة قصيدة واحدة، «حتى نكسر رتابة الحفلة الخطابية، ونهيئ الحاضرين للأمسيات الشعرية، التي بدأت في اليوم التالي». وثمّن منسق البرنامج الثقافي الجهود التي بذلها نادي الطائف الأدبي في التنظيم بشكل عام، من حفلة الافتتاح والزيارات اليومية لمعالم الطائف السياحية إلى انعقاد الجلسات في مواعيدها.