بمشاركة نحو أربعون شاعرا وباحثا من دول الخليج العربي، ينطلق اليوم (الإثنين)في مدينة الطائف، «ملتقى الشعر الخليجي»، الذي يأتي ضمن قرارات الوزراء المسؤولين عن الثقافة، في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في اجتماعهم ال19 الذي عقد في المنامة بالبحرين، واعتمدوا فيه مجموعة من البرامج الثقافية المشتركة بين دول المجلس، تقام خلال العام الميلادي 2014، ومنها إقامة ملتقى الشعر لدول المجلس في المملكة، الذي سيكون موضوعه الرئيس: «القصيدة المعاصرة في الخليج في ظل المتغيرات الحديثة» ضمن محاور فرعية عدة. ويضم الملتقى عدداً من مبدعي ومبدعات دول الخليج، الذين أكدوا لوسائل الإعلام المختلفة أن الملتقى يعد فرصة مواتية لعمل مشترك للكلمة والشعر الخليجي، وتوقعوا أن تنتج منه قرارات مشتركة ذات فاعلية لجميع دول المجلس الشقيقة، وأشاروا إلى أن الملتقى يتيح للبعض فرصة الالتقاء بالأسماء الشعرية الكبيرة، فمن جانبها، ذكرت الشاعرة السعودية لطيفة قاري أن اللقاء يأتي في مثل هذه الظروف، «كي يلتقي الأدباء والشعراء أصحاب الكلمة الأرقى، وكون الملتقى قريباً من سوق عكاظ، له دلالات كثيرة»، وأضافت أن المشاركين لا يبحثون في هذا الملتقى «عن احتفال أو مهرجان أو أمسيات باردة، تلم بعدها الأوراق ويمضي كل منهم في طريقه، بل إن لم تكن للملتقى رؤية، وإن لم يفض إلى قرارات وعمل مشترك طوال العام نرى حصيلته في الملتقى القادم، فسيكون مثل كل المناسبات إهداراً للوقت والجهد والمال». بينما أكد الشاعر السعودي عبدالله ناجي أن هذا الملتقى سيكون «في حجم التطلعات والأمنيات المرجوة منه، وسيحمل أبعاداً جمالية وتلاقحاً فكرياً وتجاذباً فنياً رائعاً، وذلك استناداً إلى الأسماء الشعرية المشاركة والتي تحمل تجارب متنوعة ومدهشة ورائعة، وسيكون للأرض وللمكان أثرهما في تعميق الهوية الثقافية وترسيخ الانتماء الفني والتاريخي للمنطقة، ومن ثم الانطلاق إلى فضاءات شعرية أرحب وأجمل». من جانبه، أشار الشاعر القطري راضي الهاجري إلى أن الملتقيات الشعرية والأدبية والثقافية عموماً في المملكة، تعد دائماً - بحسب ما يراه - قبلة للمهتمين بهذا الجانب المثير في الحياة، ومن هنا يعتبر ملتقى الشعر الخليجي بالطائف امتداداً وتصديقاً لهذه المقولة، كما تطلع إلى الالتقاء بالمهتمين بالأدب والمثمّنين لدوره في الرقي بالفكر الإنساني بشكل عام، كما يرى الهاجري أن هذه الملتقيات هي تلك الفرصة السانحة والمتجددة لتوثيق عرى فكرنا بموروث ثقافتنا العربية وترسيخها من طريق التواصل، للارتقاء بالذوق العام وإشباع الذائقة. أما الشاعرة الإماراتية الهنوف محمد فقالت: «هذه الملتقيات تعتبر فرصة كبيرة لكل شعراء المنطقة، لما يجمعهم من موروث أدبي وثقافي واجتماعي مشترك، وهذا الملتقى يلقي في داخلي الفضول للتعرف على الطائف وعلى كل جديد على خريطة الإبداع الشعرية خليجيًا، وفي هذا الملتقى الشعري الخليجي يمكننا أن نمرر رسالتنا إلى المثقفين العرب بأن الشاعر الخليجي ليس «شاعراً مترفاً» بل هو شاعر معاناة يحمل الصحراء والماء على عاتقه، يزاوج بينهما ويبني لغته الشاعرية من خلال هذه المصادر الغنية، بل يسطر إبداعه بلغة فنية عالية وواقعية مدهشة، تمكنه من التحليق إلى مناطق بعيدة، وتمكنه من رسم لوحة فريدة، بل عالية الجودة". وسيشارك في هذا الملتقى من السعودية الشعراء: علي الدميني، وحسن السبع، ولطيفة قاري، وخليف غالب، وعلي النعمي، وهند المطيري، ومحمد أبوشرارة، وملك الخالدي، وعبدالله ناجي، وفاطمة الغامدي، وبحضور ممثل مجلس التعاون للخليج العربي عبدالله أبومعطي، ويشارك من دول المجلس 16 شاعراً وشاعرة. فمن الإمارات، يشارك سعيد العامري في رئاسة الوفد، والشاعر عبدالله الشحي، والشاعرة الهنوف محمد، ويترأس وفد البحرين عبدالله عقيل، مع كل من الشاعرات نبيلة زيباري، وجفلة العامري، وسلوى الذوادي، والشاعر إبراهيم بوهندي. ومن قطر الشاعران محمد السادة، وراضي الهاجري. فيما يترأس وفد الكويت جاسم مال الله، بصحبة الشاعرين ماجد الخالدي وصلاح الماجدي، وتترأس وفد سلطنة عمان نورة البلوشية، بمشاركة الشاعرة شمسية النعماني، والشاعر أشرف العاصمي.