حذرت الأممالمتحدة من أن حوالى 30 الف عراقي يواجهون خطر «الإبادة» في جبال شمال العراق فيما أعلنت واشنطن أمس انها تدرس كيفية اجلاء المدنيين الذين يطوقهم مسلحو «الدولة الاسلامية»، ودعا أساقفة فرنسيون إلى استخدام القوة لإنقاذ «المسحيين والإيزيديين»، فيما قرر الرئيس فرانسوا هولاند إرسال أسلحة إلى بغداد. وأعلن وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل الثلثاء إرسال 130 مستشاراً عسكرياً اضافياً الى أربيل، لتقويم حاجات الإيزيديين الذين طردهم المقاتلون السنة التابعون ل «الدولة الإسلامية». وقال مسؤول في «البنتاغون» ان هؤلاء المستشارين الذين وصلوا الثلثاء إلى العراق «ليسوا في مهمة قتالية». جاؤوا لدعم حوالى 300 مستشار كان الرئيس باراك أوباما اعلن نشرهم في حزيران (يونيو) الماضي لمساعدة الحكومة العراقية. إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية جون كيري أمس ان الولاياتالمتحدة تدرس كيفية إجلاء المدنيين من الجبال. وباشرت الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي شن ضربات جوية على مواقع المقاتلين المتطرفين وهي تقود مجهوداً دولياً لتسليم مساعدات انسانية الى المحاصرين، وقال كيري إنه يجري البحث حالياً في سبل اجلائهم. وأضاف، من هونيارا عاصمة جزر سليمان رداً على سؤال عن تقديم المزيد من المساعدات الإنسانية وسبل الوصول الى المدنيين في المناطق الجبلية: «هذا تحديداً ما ندرسه حالياً». وأضاف «سوف نجري تقييماً سريعاً وحاسماً للوضع لأننا مدركون للحاجة العاجلة الى محاولة نقل هؤلاء الاشخاص من الجبال». وحذرت الأممالمتحدة من أن حوالى 30 الف شخص يواجهون خطر «ابادة محتملة» في الجبال، وتتفاقم المعاناة الانسانية في شمال العراق حيث يحاول الغربيون زيادة المساعدات للأقليتين المسيحية والإيزيدية بعد فرار مئات الآلاف منهم. ونقلت المفوضية العليا عن رئيس بلدية زاخو ان هذه المدينة في كردستان القريبة من الحدود التركية تستضيف الآن أكثر من مئة الف نازح غالبيتهم من سنجار وزمار اللتين طردوا منهما. وباتت محافظة دهوك تستضيف أكثر من أربعمئة ألف نازح غالبيتهم من أقليات عراقية، فيما تستضيف كردستان 700 ألف نازح، وهم موزعون على مئات المواقع المختلفة. وقال مصدر امني ان «مروحية كانت تنقل مساعدات إلى نازحين ايزيديين في جبل سنجار، شمال غربي العراق، سقطت بسبب تهافت النازحين وزيادة معدل الحمولة فيها». وقال رئيس الوزراء الأسترالي توني أبوت إن «طائرات استرالية ستشارك قريباً في إلقاء المواد الإنسانية في منطقة سنجار ونحن نتشاور مع شركائنا ومن بينهم الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة لمعرفة اية مساعدة اضافية يمكن ان تقدمها استراليا». كما اعلنت بريطانيا انها ستنقل معدات عسكرية من دول اخرى الى القوات الكردية التي تقاتل الاسلاميين المتطرفين في شمال العراق، كما سترسل طوافات من طراز «شينوك». وأعلنت المفوضية الأوروبية الثلثاء انها ستمنح خمسة ملايين يورو اضافية الى العراق الذي يواجه ازمة انسانية خطيرة وتم ايضاً البحث في الطرق الكفيلة بتنسيق افضل للمساعدات الإنسانية ولكن لم يتم البت في مسألة تسليم السلاح الى الأكراد الذين يقاتلون الجهاديين. وعقد سفراء الاتحاد الأوروبي اجتماعاً لتنسيق الأعمال في العراق وأوكرانيا وفي قطاع غزة. وجرى في الاجتماع تبادل للآراء بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حول هذه الأزمات. وجاء في بيان للشؤون الديبلوماسية في الاتحاد الأوروبي التي تتولاها كاترين اشتون ان السفراء اتفقوا على «تعزيز التنسيق الانساني بشكل عاجل والوصول الى النازحين» في العراق. وبذلك ترتفع مساعدة المفوضية الأوروبية للعراق الى 17 مليون يورو عام 2014. في باريس، دعا مؤتمر أساقفة فرنسا الى «استخدام القوة» في العراق لمساعدة المسيحيين والإيزيديين الذين اضطروا الى النزوح، منتقداً «المراوحة في أوروبا» حيال هذه القضية، على ما أعلن الناطق باسمه المونسنيور برنار بودفان أمس. وقال بودفان ان «هناك تعرضاً للأقليات وينبغي بالتالي استخدام القوة (...) بشكل صائب ومناسب ومتكافئ» معتبراً خطوات الاتحاد الأوروبي «غير كافية». وأشاد بتحرك فرنسا في الملف العراقي مشيراً الى ان «هذه الاقليات خسرت كل شيء». ورداً على سؤال عما اذا كانت هذه الاقليات تتعرض للإبادة قال: «نعم، بالتأكيد» مضيفاً ان «الاساقفة يشعرون بقلق بالغ حيال هذه المراوحة في اوروبا». وأعلن قصر الإيليزيه أمس في بيان ان فرنسا ستنقل «في الساعات المقبلة» اسلحة الى العراق «لدعم القدرة العملانية للقوات التي تخوض معارك ضد الدولة الاسلامية وتلبية الاحتياجات الملحة التي عبرت عنها السلطات في كردستان، قرر رئيس الدولة (فرنسوا هولاند) بالاتفاق مع بغداد، نقل اسلحة في الساعات المقبلة».