دافع الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس، عن وصفه خصومه من الأصوليين المناهضين لأي تسوية لملف طهران النووي، بأنهم «ساسة جبناء»، داعياً إياهم إلى «الذهاب إلى الجحيم»، فيما اعتبر مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أن التفاوض مع الولاياتالمتحدة لن يبدّد «عداءها» لطهران. وقال روحاني إن حكومته كانت «سبّاقة في تقبّل الانتقادات، ولا أحد قادر على عكس هذا النهج»، مستدركاً أن «الكلمات والعبارات» التي استخدمها خلال تصريحاته الأخيرة «لم يكن هدفها اتهام منتقدي الحكومة بأنهم جبناء، بل هي موجّهة الى أفراد منهمكين بتخريب صورة الحكومة وتشويهها. وعليهم أن يدركوا أن الحكومة لن تصمت». وأشار إلى انه «لن يستسلم أمام ضغوط الذين يخططون لانتهاك حقوق البلاد ومصالحها الوطنية»، معتبراً أن على «الجميع استخدام لغة مناسبة لدى حديثهم عن منتقديهم». في غضون ذلك، اعتبر خامنئي أن ديبلوماسيّي إيران هم «خط الدفاع الأول عن المصالح القومية». وخلال لقائه مسؤولي وزارة الخارجية وسفراء إيران ورؤساء بعثاتها في الخارج، وصف الوزارة بأنها «جيش الديبلوماسية المنضبط في البلاد»، مشدداً على «ضرورة اعتماد ديبلوماسية فاعلة وذكية خلال هذه الفترة الحساسة التي يمرّ بها النظام العالمي الجديد». وأعلن دعمه موقف روحاني الداعي إلى التعامل مع دول العالم، مستدركاً أن ثمة «استثناءين في العلاقات، يتمثلان في الكيان الصهيوني وأميركا». ورأى أن «العلاقات والتفاوض مع أميركا لا يجديان نفعاً لإيران، بل هما مضرّان باستثناء مسائل خاصة». وسأل: «أي إنسان عاقل يمارس عملاً بلا جدوى»؟ ونبّه إلى أن «بعضهم يحاول الإيحاء بأن مشكلات كثيرة ستُسوّى إذا تفاوضنا مع الأميركيين»، مستدركاً: «بديهي أننا نعلم أن ذلك ليس صحيحاً، وتطورات العام الماضي أكدت هذه الحقيقة». وأشار إلى «اتصالات واجتماعات ومفاوضات على مستوى مسؤولي الخارجية» مع الولاياتالمتحدة في شأن الملف النووي الإيراني «الحساس»، مستدركاً أن «هذه الاتصالات لم تنفع، بل شدد الأميركيون لهجتهم وإساءاتهم وارتفعت وتيرة توقّعاتهم خلال جلسات التفاوض وفي الاجتماعات العامة». وزاد: «لا نعارض المفاوضات النووية، والعمل الجيد الذي بدأه ظريف وزملاؤه مستمر وشكّل تجربة قيّمة للجميع ليدركوا وينتبهوا ان التفاوض مع الأميركيين لا تأثير له في عدائهم المتجذر لإيران، ولا جدوى منه». على صعيد آخر، اتهم وزير النفط الإيراني بيغن نمدار زنغنة حكومة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد بإساءة استغلال السلطة وتشجيع الفساد. وأضاف أن تلك الحكومة أشرفت على منح بابك زنجاني، وهو بليونير إيراني معتقل الآن لاتهامه بالاختلاس، 2.7 بليون دولار من خلال «مصرف وهمي في طاجيكستان»، بالتعاون مع وزراء وحاكم المصرف المركزي، وتابع أن «المال اختفى». وكان زنجاني أوقف العام الماضي، لاتهامه خصوصاً بالامتناع عن دفع ديون مستحقة لوزارة النفط. وكان زنجاني يُعتبر أحد أبرز الوسطاء الذين استخدمتهم حكومة نجاد في جهودها للالتفاف على العقوبات الدولية المفروضة على النفط الإيراني.