أ ف ب - حذر «المجلس الوطني السوري» المعارض السبت من وقوع «مجزرة كبيرة» في حمص، مشيراً إلى أن المدينة محاصرة بثلاثين ألفاً من «الجنود والشبيحة»، ودعا الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى التدخل «لحماية» هذه المدينة والمناطق الأخرى المستهدفة، في حين أوقعت أعمال العنف في مناطق مختلفة من سورية السبت 36 قتيلاً. وقال «المجلس الوطني» في بيان إن «قوات النظام تصعد قصف حمص في شكل غير مسبوق، وتتوارد أنباء عن استعدادها لشن هجوم وحشي قد يتسبب بمجزرة كبيرة بحق ما تبقى من سكان حمص». وأضاف البيان أن «حمص محاصرة من قوات النظام السوري المؤلفة من ما يزيد على ثلاثين ألفاً من الجنود والشبيحة مدعومين بالأسلحة الثقيلة من دبابات ومدفعية ثقيلة ومدافع الهاون وطائرات الهليكوبتر الهجومية». وتابع البيان إن «نظام بشار يسعى للإجهاز على قلب الثورة السورية مستفيداً من انقسام دولي يحقق له الحماية ويمنحه الوقت الذي يريد». وأضاف أن «المجلس أجرى اتصالات مكثفة مع الدول الصديقة للشعب السوري طالباً منها وقف هذه المذبحة المدبرة، ومطالباً الأممالمتحدة ومجلس الأمن حماية حمص والمناطق الأخرى المستهدفة في سورية والتي تمتد من درعا إلى دير الزور وحماة وإدلب واللاذقية وريفي دمشق وحلب». وحذر «المجلس» الأممالمتحدة والدول الأعضاء في مجلس الأمن «من مخاطر الاستمرار في الصمت واتخاذ المواقف غير الرادعة تجاه ارتكاب جرائم إبادة وجرائم بحق الإنسان أمام أعين العالم أجمع». وكان «المرصد السوري لحقوق الإنسان» ذكر في وقت سابق السبت أن قوات النظام السوري تواصل قصف أحياء عدة في مدينة حمص حيث قتل خمسة في قصف وإطلاق رصاص في أحياء مختلفة من المدينة كما قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات في المحافظة. كما قتل خمسة أشخاص في قرية الفرحانية قرب بلدة تلبيسة في ريف حمص نتيجة سقوط قذيفة. واضاف «المرصد» أن 14 مدنياً آخرين قتلوا في مدن وبلدات في ريف دمشق بينهم سبعة في مدينة دوما. وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيانات متلاحقة فجراً أن القصف يستهدف مدينة دوما في شكل مستمر منذ ثلاثة أيام. وأشارت اللجان إلى «نقص في الطواقم الطبية والإسعافات الأولية» في المدينة. ووجه أهالي دوما «نداء استغاثة» عبر صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فايسبوك» الإلكتروني دعوا فيه المراقبين الدوليين إلى «التوجه مباشرة» إلى المدينة وإنقاذ أهلها من «المجازر». وجاء في النداء أن دوما «تعيش تحت القصف المدفعي المتواصل الذي يطاول كل شيء من ضرب للمساجد والمستشفيات وقصف للبيوت الآمنة وسيارات المواطنين». وأضاف: «من دوما المنكوبة نطلق نداء استغاثة إلى العرب والمسلمين (...) وإلى العالم بحق الإنسانية، ومنظمات الإنسان ومنظمات الطفولة... إننا نباد ونقتل والقذائف لا تميز بين صغير وكبير ولا رجل ولا امرأة». في الوقت نفسه، أفاد المرصد عن العثور على «جثامين خمسة مواطنين في بلدة سقبا في ريف دمشق بعضهم قضى ذبحاً»، بحسب تعبيره. ودان المرصد «بأشد العبارات هذه الجرائم المتكررة»، مطالباً «بتشكيل فوري للجنة تحقيق مستقلة من قضاة سوريين وعرب ودوليين مشهود لهم بالنزاهة للتحقيق بها والكشف عن القتلة ومن أعطاهم الأوامر من أجل تقديمهم إلى العدالة». في ريف دمشق أيضاً، قتل رجل وزوجته وطفلتهما في بلدة عربين بعد سقوط قذيفة على منزلهم. كما قتل مدني في إطلاق رصاص من حاجز في مدينة التل التي «شهدت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة». وقتل شاب في ضاحية اشرفية صحنايا في ريف دمشق أيضاً اثر إطلاق رصاص عشوائي. وقتل عنصر من قوات النظام في انفجار عبوة ناسفة بحافلة عسكرية في المنطقة الصناعية في العاصمة، بحسب المرصد. في محافظة درعا (جنوب) قتل بعد منتصف الليل أيضاً «ملازم منشق هو قائد إحدى الكتائب الثائرة المقاتلة ومقاتل من الكتيبة»، وذلك اثر اشتباكات مع القوات النظامية السورية قرب بلدة خبب في محافظة درعا (جنوب). كما قتل ثلاثة عناصر من القوات النظامية في اشتباكات في محافظة حمص، ورابع في انفجار عبوة ناسفة بحافلة عسكرية في المنطقة الصناعية في العاصمة، بحسب المرصد». إلى ذلك، أفادت وكالة الأناضول السبت أن ضابطاً سورياً كبيراً انشق عن الجيش السوري وانتقل إلى تركيا ليرتفع إلى عشرة عدد الضباط الكبار المنشقين في الأراضي التركية. ولم توضح الوكالة هوية ومنصب الضابط السوري لأسباب أمنية. واستقر الضابط الذي دخل تركيا مع عائلته في مخيم ابايدين بمحافظة هتاي، في موقع مخصص للمنشقين يبعد أربعة كلم عن الحدود السورية. وتضم مخيمات محافظات هتاي وغازي انتيب وسنليورفا وكيليس حالياً نحو 31 ألف لاجئ سوري بعد وصول آخر النازحين الفارين من اشتداد أعمال العنف في المدن السورية القريبة من تركيا. وتفيد منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان أن نحو 14500 شخص قتلوا في أعمال العنف والقمع والمعارك بين المتمردين والقوات النظامية في سورية. وقطعت تركيا، التي كانت حليفة سورية على الصعيدين السياسي والاقتصادي، علاقاتها بنظام الرئيس بشار الأسد احتجاجاً على قمع حركات المعارضة.