أ ف ب - امتنع مجلس الأمن الدولي مجدداً ليل الجمعة – السبت، عن دعم مشروع قدمه الاتحاد الأفريقي والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا لإرسال قوة تدخل إلى شمال مالي الخاضع لسيطرة طوارق انفصاليين وإسلاميين منذ مطلع نيسان (أبريل) الماضي. وكشفت مصادر في الأممالمتحدة أن أعضاء في المجلس ابدوا خلال اجتماع مغلق في نيويورك قلقهم من المشروع، علماً أن المجلس سبق أن رفض المشروع الأربعاء. وأشار ديبلوماسي طلب عدم كشف اسمه إلى أن المجلس لم يحصل على إجابات عن سؤالين أساسيين مطروحين، هما «كيف ستساعد هذه القوة الماليين، وكيف ستتعامل مع المتمردين»؟ وأعلن رئيس مفوضية مجموعة غرب أفريقيا، قادري ديزيريه ويدراوغو، أن «استخدام القوة ليس الخيار الأول، بل التوصل إلى نتيجة عبر التفاوض مع أشخاص ذوي مطالب شرعية». وأضاف: «رؤساء دول المجموعة كانوا واضحين في عدم استبعاد استخدام القوة إذا فشلت المحادثات، لذا طالبوا مفوضية المجموعة بالاستعداد لتشكيل قوة تدخل في مالي». وفيما تؤكد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا امتلاكها قوة مؤلفة من ثلاثة الآف عسكري جاهزة لدخول مالي، ومساعدة الحكومة الانتقالية، ومحاولة استعادة القسم الشمالي من البلاد، أوضح ويدراغو أن هذه القوة ستحتاج إلى مساعدة بلدان أفريقية و «دعم مادي ولوجستي» من المجموعة الدولية. وأقرّ وزير دفاع ساحل العاج، بول كوفي كوفي، بأن أعضاء مجلس الأمن طرحوا تساؤلات عن موضوع القوة، و»اعطينا أجوبة، لذا نثق بإمكان تبني مجلس الأمن قرار دعم الجهود الرامية إلى إعادة الأوضاع إلى طبيعتها في مالي». حملة في الشمال ميدانياً، احرق مسلمو حركة «الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا» علب سجائر، وجلدوا مدخنين في مدينة بوريم التي يحتلونها شمال مالي. وقال شاب من المدينة طلب عدم كشف اسمه: «جلدوني أربعين جلدة لأنني كنت ادخن، ولأنني واصلت التدخين بعدما منعوني»، كما صرح موظف في بوريم بأنه «تعرض للجلد رغم انه لا يدخن»، وأضاف: «صديقي كان يدخن، لكنهم جلدونا معاً قائلين لنا إن السيجارة هي الشيطان». التجار الذين لا تزال لديهم سجائر، يخبئونها، وحتى تستطيع أن تدخن يجب أن تحتجب عن الأنظار». وأفاد شاهد آخر يدعى محمد تنغارا: «حتى الآن، يفرض الإسلاميون القانون هنا. وهم لا يريدون أن يروا سجائر بعد الآن، وأبلغونا انه إذا جاءت قوات أجنبية إلى شمال مالي، فسنذبح جميعاً». وأفاد شاهدان آخران بأن إسلاميي حركة «الوحدة والجهاد في غرب أفريقيا» أوقفوا بين غاو وبوريم شاحنة نقلت بضائع ليخرجوا منها علب سجائر تمهيداً لحرقها.