لم يجد شبان الليث في ظل غياب فعاليات الصيف عن محافظتهم خلال الإجازة، وسيلة يقضون بها وقت فراغهم، سوى التجمع ليمخروا عباب الصحراء بحثاً عن «الجرابيع»، وممارسة صيد تلك الحيوانات التي تنسب إلى فصيلة القوارض. وعلى رغم صعوبة المهمة إلا أنهم يقبلون عليها بهمة وشغف، لما تحفل به من إثارة ومرح وتشويق. يقول يوسف محمد الزبيدي (خريج جامعة أم القرى): «صيد الجرابيع يستهويني منذ كنت طالباً في الثانوية العامة، ودائماً ما أخرج مع الزملاء في رحلات قصيرة بعد انتهاء الدوام المدرسي إلى البر لاصطيادها»، مشيراً إلى أن بعض المعلمين كانوا يشاركونهم في المسابقات التي يجرونها في صيد تلك القوارض. ويصف المعلم عبدالله العجلاني رياضة صيد الجرابيع ب «المرحة» للغاية، وتمارس خلال أربعة أيام من الأسبوع من السبت إلى الثلثاء، مؤكداً أنه بحلول الصيف تنظم مسابقات بين الزملاء فيها. ويرى عبدالمعين المهابي أن صيد الجربوع يتطلب مشاركات فعالة من المشاركين كافة، مشيراً إلى أن المطاردة تحتاج إلى أكثر من شخص، وتنطلق من بعد الساعة العاشرة مساء حالما يبرد الجو ويستقر، وتبدأ الجرابيع في الظهور. وقال عبدالله سند الزبيدي (طالب في جامعة الملك عبدالعزيز): «عندما نذهب وسط الرمال فإننا نشاهد مجموعات كبيرة من الجرابيع عندها نبدأ بالتركيز على واحد منها»، لافتاً إلى أنه يشترط على من يطاردها أن يتميز بالسرعة وخفة الوزن، ويجيد سرعة الالتفاف والدوران. وأوضح أن المطاردة تستمر في العادة بين 10 دقائق وربع الساعة، فقوة المطاردة تنهك الجربوع وتجعله يستسلم تدريجيا. وتابع: «في الوقت الذي تعمل مجموعة على صيد الجرابيع، تخصص مجموعه أخرى لإعداد الطعام والسلطات وتحضير وجبة العشاء من تلك القوارض، التي عادة نتناولها بين الساعة الواحدة والثانية بعد منتصف الليل».