كابول، لندن - يو بي آي، أ ف ب - وجّه الرئيس الأفغاني حميد كارزاي في افتتاح مؤتمر «قلب آسيا» الدولي الذي استضافته كابول أمس، وتلى اجتماعاً آخر استضافته مدينة اسطنبول التركية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي بهدف رسم مستقبل افغانستان بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي (ناتو) بحلول نهاية 2014، نداءً الى دول المنطقة لدعم بلاده والدفع لتطبيق الأجندة الأمنية والاقتصادية بهدف ارساء الاستقرار في بلاده. وشدد على أهمية التعاون الإقليمي، وضرورة تحسينه لضمان السلام والاستقرار في افغانستان. وحض الدول الاقليمية على تطبيق الأجندة الأمنية والاقتصادية لتحقيق هذا الهدف. وأكد الرئيس الأفغاني تقدم عملية نقل مسؤولية الأمن من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) الى القوات الحكومية، وضرورة استكمالها بحلول عام 2013، وكذلك حرص كابول على تحسين أدائها وخططها لمكافحة الفساد. وفيما ناقش المشاركون في المؤتمر كيفية معالجة التحديات التي تواجهها المنطقة، وآلية تعزيز الثقة بين دول الجوار، وكذلك مسائل مكافحة الارهاب وتجارة المخدرات، وتحسين التجارة وفرص المشاريع المشتركة، انتقد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي خلال القمة تمديد الوجود الأميركي في افغانستان الى ما بعد 2014. واعتبر انه «سيؤجج التوتر بعد سنوات من الاحتلال الغربي والذي اضر البلاد، وأدى الى مزيد من تدهور الوضع الأمني وتفاقم النشاط الارهابي، وانتشار انتاج المخدرات وتهريبها وتنامي الجريمة المنظمة والمجازر ضد المدنيين، وتدمير المدن والقرى». وأبدى صالحي ارتياحه لانسحاب قوات الحلف الأطلسي من افغانستان بحلول نهاية 2014، «خصوصاً القرارات الصائبة لبعض اعضاء الحلف الانسحاب قبل نهاية السنة»، في إشارة الى فرنسا. لكنه انتقد ديبلوماسية «بعض البلدان»، اي الولاياتالمتحدة، التي «تريد تمديد انتشارها العسكري في افغانستان سعياً الى تحقيق اهداف غير اقليمية، ما يزيد القلق الامني للدول المجاورة». وأشار الى ان المعاهدة التي وقعتها واشنطن مع كابول اخيراً حول الانتشار الأميركي في البلاد بعد 2014 «مخالفة للسياسات العامة لدول المنطقة والمجتمع الدولي الذي يبحث عن حلول سلمية لمشاكل افغانستان، وقد يوقع البلاد مجدداً في مشاكل امنية». وتنص الشراكة الاستراتيجية الأميركية - الأفغانية التي حاولت ايران وفق مصادر دفع البرلمان الأفغاني الى رفضها، على ان الولاياتالمتحدة لن تستغل انتشارها في افغانستان لشن هجمات على الدول المجاورة مثل ايران، لكنها تترك المجال مفتوحاً امام الرد، في حال تعرض افغانستان لتهديدات. ويشارك حوالى 30 مندوباً من 12 دولة اقليمية، هي باكستان والصين والهند وايران والهند واذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وتركيا وتركمانستان واوزبكستان، اضافة الى روسيا والسعودية والإمارات. ويحضر المؤتمر أيضاً مسؤولون من الولاياتالمتحدة ودول اوروبية، بينها بريطانيا والمانيا اضافة الى تركيا والأمم المتحدة وأكثر من عشر منظمات دولية. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية مقتل جندي في صفوفها بسبب انفجار قنبلة لدى تنفيذه دورية راجلة في ولاية هلمند جنوبافغانستان. واعتبر هذا الجندي الثالث الذي يقتل في افغانستان خلال الشهر الجاري، وال26 هذه السنة وال 418 منذ نهاية 2001. وفي ولاية جوزجان (شمال)، جرح 11 شخصاً بينهم 4 في حال الخطر في انفجار استهدف منزل مسؤول محلي. وفي باكستان، قتل ثلاثة متمردين مزعومين في غارة شنتها طائرة اميركية بلا طيار على متجر في السوق المركزي بميرانشاه، كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب)، وأول من امس، سقط اربعة مسلحين في هجوم شنته طائرة اميركية بلا طيار في منطقة القبائل التي تعرف بأنها معقل لمسلحي حركة «طالبان» وتنظيم «القاعدة».