شيكاغو، كابول - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - ركز الرئيس الأميركي باراك اوباما وباقي قادة الحلف الأطلسي (ناتو) في اليوم الثاني لقمة الحلف في شيكاغو أمس، على الجوانب اللوجستية لإنهاء الحرب في افغانستان، وأهمها تسليم القوات الأفغانية الدور القيادي في العمليات القتالية في انحاء افغانستان بحلول منتصف عام 2013، بعدما تعهد الرئيس الأفغاني حميد كارزاي بأن بلاده لن تبقى «عبئاً» على الأسرة الدولية. وأبدى اوباما قبل المحادثات التي تبحث في تثبيت خطة انسحاب الحلف من افغانستان والمقررة في نهاية 2014، والحصول على تعهدات حازمة من الحلفاء لتدريب القوات الأفغانية وتمويلها بنحو 4 بلايين دولار سنوياً، ثقته من ان «الحلف على الطريق الصحيح، على رغم ان الأيام المقبلة ستكون صعبة»، مؤكداً ان «العالم يقف وراء الاستراتيجية التي وضعناها». لكن الرئيس الفرنسي الجديد فرنسوا هولاند عكس نفاد الصبر المتزايد لأعضاء الحلف برفضه التراجع عن قراره سحب الجنود بحلول نهاية السنة الحالية، اي قبل سنتين من الموعد الذي حدده الحلف. وقال هولاند: «ابلغت الجميع ان القرار غير قابل للتفاوض لأنه يتعلق بسيادة فرنسا، وتفهم الجميع ذلك»، معلناً ان بلاده ستواصل تدريب القوات الأفغانية بعد 2012. وأبدى ارتياحه لتجاوب الحلفاء وتوافق الحلفاء مع قراره، مشيراً الى ان الأمين العام للحلف الأطلسي اندرس فوغ ابلغه ان القرار «لا يعيق عملية الحلف»، مع تأكيده أنه «حين يتحمل الأفغان المسؤولية الكاملة بحلول نهاية 2014 سننجز مهمتنا القتالية لكننا لن نتخلى عن افغانستان». وأيدّ قائد قوات الحلف في افغانستان الجنرال الأميركي جون الن كلام راسموسن بالقول إن «الانسحاب الفرنسي لن يؤدي الى تدهور الأمن» في ولاية كابيسا (شرق) الخاضعة للقوات الفرنسية. وبعد لقائه اوباما، اعلن كارزاي ان افغانستان «لا تريد ان تبقى عبئاً» على المجموعة الدولية التي حضها على اكمال عملية نقل مسؤوليات الأمن الى قوات بلاده. وأكد تطلع بلاده لإنهاء الحرب، وإلى الدخول في عقد من التحولات يشهد تكثيف عملها على بناء المؤسسات، وتطوير اداء حكومتها وتحسين الإدارة. الدرع الصاروخية وشهد اليوم الأول من القمة اعلان قادة الحلف بدء المرحلة الأولى من نشر الدرع الصاروخية التي تستند الى تكنولوجيا اميركية وتهدف الى حماية اوروبا من هجمات صاروخية مصدرها الشرق الأوسط، وخصوصاً ايران، لكنها تثير انتقاد روسيا التي تعتبر الدرع تهديداً لأمنها، وهو ما ينفيه الحلف. وستتألف الدرع التي يجري التحكم بها من قاعدة رامشتين العسكرية في المانيا، من رادار قوي في منطقة الأناضول التركية ومن صواريخ «اس ام-3» نشرت على فرقاطات «ايجيس» المنتشرة في البحر المتوسط، اضافة الى صواريخ اعتراضية في بولندا ورومانيا. ويتوقع استكمال المراحل الأربع للمنظومة الدفاعية بين عامي 2018 و2020. وكان الأمين العام للحلف راسموسن اعلن قبل افتتاح قمة الحلف في شيكاغو المستمرة حتى الاثنين انه «من الضروري امتلاك وسائل للدفاع ضد الصواريخ فنحن نواجه تهديدات فعلية». كما تبنى الحلف الأطلسي 20 مشروع تعاون بين دوله الأعضاء تندرج في اطار مبادرة «الدفاع الذكي» التي يفترض ان تؤدي الى فاعلية اكبر وخفض النفقات. ومع استمرار تظاهر الآلاف في شوارع شيكاغو التي استضافت قمة «الناتو»، اوقفت الشرطة عدداً من المحتجين بسبب رشقهم عناصره بحجارة، ما اسفر عن جرح اربعة منهم، ورفضهم تنفيذ اوامر التفرق. ولم يسمح للمتظاهرين الذي طالبوا الدول المشاركة في القمة بإنفاق مبالغ اقل على الدفاع وأكثر على التعليم، بالاقتراب من مركز المؤتمرات المحاط بإجراءات امن مشددة. وفي افغانستان، قتل 5 مسلحين واعتقل 14 آخرون في عمليات شنتها القوات الأمن في ولايات كابول وبرفان وقندهار وهلمند، وزابول.