أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس امس عزم بلاده تفعيل خطة المبعوث الدولي - العربي كوفي انان وجعلها إلزامية من خلال إدراجها ضمن الفصل السابع في مسعى لوقف القمع المتصاعد للنظام السوري الذي وصفه ب «نظام الدم والقتل». وأكد فابيوس، في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الخارجية وخصصه للوضع في سورية، عزمه على العمل لاعتماد دفعة عقوبات جديدة تطاول هذه المرة كوادر عسكرية وداعمين للقمع وملاحقتهم قضائياً. وقال ان الوضع السوري اتخذ منحى اكثر خطورة وترويعاً مما كان عليه وان اطفالاً باتوا يستخدمون دروعاً بشرية امام شاحنات ومدرعات النظام كما انهم يغتصبون ويعذبون ويقتلون وان القمع يقتل عشرات الأشخاص يومياً. أضاف انه حيال هذا الوضع قررت فرنسا العمل على تعزيز الإجراءات المتخذة لمواجهة «نظام الدم و القتل» وقررت تعزيز العقوبات «مما يعني اتصالات فورية سأجريها مع نظرائي» الأوروبيين ومع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لاعتماد دفعة عقوبات أكثر صرامة. وأوضح فابيوس ان هذه العقوبات لن تقتصر على الرئيس السوري ومحيطه بل ستشمل «كوادر عسكرية وداعمين للأسد و للقمع» ستدرج لائحة بأسمائهم وسيلاحقون قضائياً داعياً «كل من يشكك في سياسة الإجرام ويرى ان لا مستقبل لها الى مغادرة السفينة قبل فوات الأوان». وكان فابيوس أشار أخيراً في حديث لصحيفة «لوموند» الفرنسية الى ان مساعي الحل في سورية اصطدمت حتى الآن بعقبتين الأولى هي العرقلة في مجلس الأمن نتيجة الموقف الروسي وقوة الجيش السوري. والمرجح ان يكون الهدف من دفعة العقوبات الجديدة المتوقعة زعزعة الجيش السوري والحض على المزيد من الانشقاقات في صفوفه أملاً بأضعافه وسعياً الى انقاذ خطة انان التي تنتهي فترتها في 20 تموز (يوليو) المقبل، وإخراجها من دائرة المراوحة. وأكد فابيوس عزم فرنسا على التحرك على صعيد مجلس الأمن لجعل خطة انان الزامية من خلال ادراجها ضمن البند السابع. ويراهن فابيوس على «تفاقم المأساة السورية» وعلى تمادي الرئيس السوري بشار الأسد بالتصرف «كأنه رئيس مجموعة قتلة لحمل روسيا على «مواكبة سعينا لإدراج خطة انان ضمن البند السابع» لافتاً الى ضرورة الذهاب أبعد في الحوار مع القوى الدولية صاحبة النفوذ ومنها روسيا. ولفت بطريقة غير مباشرة الى المسؤولية التي تقع على عاتق روسيا على صعيد تصاعد القمع وتأجيج الصراع بقوله ان «معلوماتنا المباشرة وغير المباشرة تشير الى ان اسلحة روسية تصل الى سورية» رغم ادراكه بأن هناك سلاحاً يصل الى الطرفين وان المعارضة لا يسعها الوقوف امام نظام بالغ التسليح «بصدور عارية». وعبّر فابيوس عن تأييده لأقتراح انان انشاء مجموعة اتصال خاصة بسورية وقال ان «المهم هو وقف المجزرة» ما يعني انه لا يرى انها تتضارب مع «مؤتمر اصدقاء سورية» الذي يعقد في باريس في 6 تموز المقبل ودعي اليه اكثر من 140 بلداً ومجموعة. وأبدى في المقابل معارضته للمسعى الروسي الهادف الى اشراك ايران في مجموعة عمل حول سورية «ليس لأن ايران ليس لها نفوذ» بل لأن مشاركتها ستتحول الى خلط وتضليل بين الملف السوري والملف النووي الإيراني. وتطرق الى المعارضة السورية التي حالت هشاشة اطرها وعدم تجانسها دون ان تمثل بديلاً فاعلاً للنظام الحالي مؤكداً انه مستمر في اجراء الاتصالات مع المعارضة في الداخل والخارج لحضها على «الارتقاء الى مستوى الوضع» والعمل «على التوحد وهيكلة أطرها». وعما اذا كان يؤيد وصف المسؤول عن عمليات حفظ السلام لدى الأممالمتحدة هيرفي لآدسوس للوضع في سورية بأنه حرب اهلية قال فابيوس «عندما تكون هناك مجموعات متناحرة ضمن صفوف شعب واحد ماذا يمكن ان نسمي ذلك ان لم يكن بالحرب الأهلية».