تستعد المملكة للمشاركة في فعاليات معرض كوريا الدولي للكتاب، الذي ينطلق أواخر الشهر الجاري، كضيف شرف. والسؤال، هل سيتكرر في معرض كوريا ما حصل في معرض الدارالبيضاء وكذلك معرض بيروت، حين كانت السعودية أيضاً ضيف شرف، هل سيتكرر ما حصل من تكرار في أسماء الضيوف، وبُعد بعضهم عن مواضيع الندوات المشاركين فيها، وهل أيضاً ستختار وزارة التعليم العالي أسماء المشاركين من الأكاديميين، ولن يكون هناك تعاون مع الأندية والمؤسسات الثقافية؟ إلى متى تأتي مشاركات المملكة في الخارج، غير منصفة للثقافة والمثقفين الحقيقيين، إلى متى تدخل المحسوبيات والشللية في هذه المشاركات؟ «الحياة» سألت الكاتب شتيوي الغيثي والشاعر زكي الصدير، فقال الغيثي: «يبدو أن وزارة الثقافة تتعامل مع الأسماء السعودية بنوع من المحسوبيات التي تذهب لأناس دون آخرين... لا أعرف ما هي الآلية التي تعمل بها الوزارة في اختيار الأسماء، لكنها بالتأكيد آلية توضح الخلل في فهم تنوع الثقافة السعودية، فإذا كان عدد المثقفين في السعودية فقط بعدد الأسماء المكررة، فهذه مشكلة في تفعيل الحراك الثقافي من قبل الوزارة وينم عن قصور في فعل الوزارة نفسها، أما إن كان عدد المثقفين أكثر من عدد المكررة أسمائهم فهذا يعني أن هناك أمور خافية لا نعرفها ربما المحسوبيات أحدها». وأضاف الغيثي: «الذي أعرفه من أحد الأصدقاء أن المسألة ترجع إلى علاقات شخصية جيدة مع بعض المسؤولين من هنا أو هناك، سواء داخل الوزارة أو في الملحقات الثقافية في الدول التي تعتزم المملكة أن تكون ضيف الشرف فيها، ومسألة العلاقات الشخصية مسألة عويصة وتتكرر في كل مرة، ومع كثرة الكتابة حول المشكلة إلا أنها لا تزال باقية وتدار فيها الأمور». وأوضح الشاعر زكي الصدير قائلا : «رغم إيماني بأن الأسماء المكرسة كل عام هي التي استلمت فعلياً دعواتها الآن، من خلال المحسوبيات و«بوسة الخشم» وعبر الاتكاء على طاولة «شيلني وأشيلك» و«ادعوني وادعوك» و «ضبطني واضبطك» ألا أنه من المهم القول أنه حتى لو كانت الدعوات قائمة في اختيارها بالترتيب مع المؤسسات الثقافية، مثل الأندية الأدبية والجمعيات الثقافية والفنية، فإن السيناريو سيتكرر بنفس الإيقاع المعروف/ المضحك ! فالأمر في الأندية والجمعيات -أيضاً- لا يخلو من المحسوبيات والواسطات من دون النظر للكفاءات، التي تستحق المشاركة بحق!». وأضاف الصدير: «من سيشارك في هذه الدعوات، لو أسندت للأندية هم من أعضاء مجالس الإدارة أنفسهم، إذ سيجتمعون اجتماعاً استثنائياً بمكافأة مقطوعة، وسيقررون أنه أنت يا فلان ذهبت تلك المرة وأنا سأذهب هذه المرة، وسيتلفتون بعد ذلك لبعض المثقفين في مناطقهم ليرموا لهم الدعوة كهبة مجانية، فوراء الأكمة ما وراءها، وساعتها سأقول بأنه لأمر ما «مفضوح» جدع قصير أنفه! ما هو الحل؟ لا يوجد حل، فالأمر طبيعي جداً واعتيادي للغاية».