دعا الحزب الإشتراكي الفرنسي الحاكم الناخبين الى الأبقاء على التعبئة استعداداً للدورة الثانية من الإنتخابات النيابية (الأحد المقبل)، في ضوء النتائج الإيجابية التي أحرزها في الدورة الأولى (الاحد) وتمهد لخسارة حزب الاتحاد من اجل الحركة الشعبية (اليمين) لغالبيته البرلمانية ولاحتمال دخول نواب من الجبهة الوطنية الفرنسية (اليمين المتطرف) الى البرلمان للمرة الأولى منذ 26 عاما. وتشير هذه النتائج الى ان الفرنسيين، رغم امتناع غالبية قياسية منهم عن التصويت، راغبين في اعطاء الرئيس فرانسوا هولاند الذي انتخب قبل نحو شهر، فرصة العمل على تحقيق التغيير الذي تعهد بالعمل لأجله في حملته الانتخابية. ويسعى الحزب الى الفوز بغالبية مريحة توفر عليه عبء المساومة والتنازلات في حال اضطراره للاعتماد على نواب حليفه حزب انصار البيئة لتشكيل غالبية. وحصل الحزب الإشتراكي في الدورة الأولى على 35 في المئة من الأصوات، في مقابل 5 في المئة لانصار البيئة، ما يعني وفقاً للتقديرات ان الحزب الإشتراكي الذي يحتاج الى 289 مقعداً للفوز بالغالبية قد يحصل على ما يراوح بين 320 و285 مقعداً في الدورة الثانية في مقابل 14 او 20 مقعداً لأنصار البيئة، ويتوقع ان يحصد الحزب الشيوعي الفرنسي ما بين 13 الى 18 مقعداً، ما يعزز حصة اليسار ككل. وعلق المسؤولون الإشتراكيون على هذه النتائج بالقول انها تؤكد ان الفرنسيين اختاروا التجانس وليس العرقلة والرغبة في تجديد الثقة بالإشتراكيين لتغيير اوضاع البلاد. وأتاحت هذه النتائج عملياً استبعاد خطر التعايش مع اليمين، ووضع عراقيل في وجه هولاند في هذه المرحلة الحافلة بالمشكلات الاقتصادية والاجتماعية في حين وصلت نسبة البطالة الى 10 في المئة. في المقابل، خرج الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي تعادل مع الإشتراكيين بحصوله على نسبة 35 في المئة من الأصوات، من الدورة الأولى بأدنى قدر ممكن من الخسائر. لكنه بات على وشك خسارة غالبيته النيابية وفشل في رهانه على منع الاشتراكيين من احكام سيطرتهم على المؤسسات الدستورية الرئيسية، منذ فوزهم بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ الفرنسي في انتخابات الخريف الماضي التي خسرها اليمين للمرة الأولى. ويجد كل من الحزبين نفسه في مواجهة التحدي الذي تمثله الجبهة الوطنية الفرنسية (اليمين المتطرف) بزعامة مارين لوبن التي لم تحقق مستوى الاختراق الذي كانت حققته في الانتخابات الرئاسية حين حصلت على 18 في المئة من الأصوات. لكن الجبهة لم تتقهقر بل العكس، ذلك ان نسبة الأصوات التي حققتها قد تؤمن لها في الدورة الثانية ما يراوح بين صفر و 3 نواب، لكن هذا العدد من المقاعد اقل بكثير من توقعات لوبن التي املت في الفوز ب 15 مقعداً ليتسنى لها تشكيل كتلة نيابية تنافس حزب الاتحاد على زعامة المعارضة. كذلك أسفرت الدورة الانتخابية عن خيبة قاسية لزعيم الوسط فرانسوا بايرو المهدد بفقدان مقعده النيابي وبخروج حزبه من الساحة السياسية. وشهدت الدورة الأولى انتخاب 36 نائباً، بينهم 22 اشتراكياً بصورة نهائية في حين ان الفوز يبدو في متناول مختلف الوزراء المرشحين للانتخابات. ويواجه وزير الداخلية السابق كلود غيان والمستشار السابق لساركوزي هنري غينو منافسة حادة قد تحول دون انتخابهما، كما تواجه المرشحة الإشتراكية السابقة للرئاسة سيغولين رويال التي تعد نفسها لتولي رئاسة البرلمان، منافسة من قبل مرشح اشتراكي منشق.