أكد الاتحاد الدولي للنقل الجوي «إياتا» أمس، أن قطاع الطيران في منطقة الشرق الأوسط لا يزال يحقق نمواً . وتشهد حركة الطيران العالمي «أسوأ مرحلة في تاريخه» جراء الأزمة المالية العالمية وتذبذب أسعار النفط وسوق العملات، التي تزامنت مع انتشار مرض «أنفلونزا الخنازير». وأعلن المدير العام ل «إياتا» جيوفاني بيسيناني، في تصريح ل «الحياة» على هامش الاجتماع السنوي للاتحاد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، أن «منطقة الشرق الأوسط الوحيدة في العالم التي حقق فيها قطاع الطيران نمواً منذ مطلع السنة»، مقارنة بالتراجع الكبير الذي يشهده القطاع حول العالم، وتوقعات خسارته 9 بلايين دولار خلال السنة الحالية. وتشير إحصاءات «إياتا» إلى أن حركة الركاب في المنطقة العربية ارتفعت 4.5 في المئة خلال الربع الأول من السنة، وحققت نمواً بمعدل 11 في المئة خلال نيسان (أبريل)، في مقابل تراجع في حركة الركاب العالمية 7,5 في المئة، ما يشير في رأي نائب رئيس الاتحاد في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مجدي صبري، إلى أن المنطقة «افضل حالاً من بقية العالم». لكن صبري توقع في مقابلة ل «الحياة»، أن تنهي الشركات العربية السنة الحالية بمعدل نمو لا يتجاوز 1,2 في المئة، وبخسائر تصل إلى 1.5 بليون دولار، مقارنه مع توقعات سابقة ل «إياتا» بأن تصل خسائر القطاع في المنطقة إلى 800 مليون دولار. ورجح أن تتراجع حركة النقل الجوي في المنطقة خلال هذه السنة بمعدل 2.9 في المئة. وعزا الخسائر إلى تأثر حركة الطيران العربية «بما يجري في العالم، خصوصاً أن شركات الطيران العربية أسست قواعد للحركة بين الشرق والغرب، فضلا عن الارتفاع الأخير في أسعار الوقود، وانتشار انفلونزا الخنازير، وحالة عدم التيقن التي تسود أنحاء العالم، وتراجع حركة السفر على الدرجتين الأولى ورجال الأعمال. وأشار إلى أن شركات الطيران العربية تأثرت أيضاً بسبب «تغير حركة المسافرين، الذين كانوا في السابق يشترون التذاكر قبل اشهر من السفر، وباتوا يشترونها قبل أيام قليلة من موعد سفرهم، بسبب تخوفهم من فقدان وظائفهم، أو توقعهم أن تشهد أسعار التذاكر انخفاضاً إضافياً». وحض صبري الحكومات العربية على محاولة خفض الرسوم على حركة السفر لمساعدة شركات الطيران العربية على تجاوز «اصعب مرحلة في تاريخ صناعة الطيران العالمية». صورة قاتمة ورسم الاتحاد الدولي للنقل الجوي، صورة قاتمة لمستقبل صناعة النقل الجوي العالمية، وأكد أنها تواجه حالياً أزمة غير مسبوقة. ورجح أن تبلغ خسائر الصناعة خلال السنة الحالية 9 بلايين دولار أميركي. ورجح بيسيناني، أن تتراجع إيرادات صناعة الطيران العالمية بنحو 80 بليون دولار هذه السنة، إلى 448 بليوناً بسبب الأزمة العالمية. وقال بيسنياني ل «الحياة»، إن صناعة الطيران تشهد أسوأ مرحلة في تاريخها، وطالب شركات الطيران والحكومات بإعادة صوغ استراتيجياتها، لتجاوز هذه المرحلة، بتخفيف عبء «الضرائب المجنونة وإساءة استعمال الشركاء سلطتهم الاحتكارية». وكانت «إياتا» توقعت في آذار (مارس) الماضي أن تبلغ خسائر صناعة النقل الجوي للسنة الحالية نحو 4.7 بليون دولار. وسبق أن عدلت تقديراتها لخسائر 2008 إلى 10.4 بليون دولار بدلا من 8.5 بليون. ما هز أركان صناعة الطيران في العالم، بسبب الارتفاع القياسي لأسعار النفط، والركود الذي يشهده الاقتصاد العالمي». وعلى رغم أن بيسيناني توقع تراجع فاتورة وقود الطائرات هذه السنة إلى 59 بليون دولار، لكن تزامن عودة ارتفاع أسعار الوقود حالياً بسبب «المضاربة الجشعة»، ومع الأزمة الاقتصادية، يعرّض القطاع لأخطار كبيرة. وأكد مؤشرات تدل على أن القطاع تجاوز مرحلة «القاع»، أهمها استقرار حركة الشحن الجوي التي تراجعت العام الماضي 23 في المئة. ولفت إلى استمرار شح السيولة لدى المصارف وعدم قدرتها على تمويل حاجة قطاع الطيران، وتقدر بنحو تريليون دولار. وأشار إلى أن نحو 50 في المئة من شركات الطيران في العالم «اختفت عن الخريطة» هذه السنة، بسبب أزمة السيولة، وزيادة النفقات جراء الارتفاع القياسي لأسعار النفط.