بعد أيام على توقف المعارك في بلدة عرسال اللبنانية الحدودية بين الجيش والمسلّحين، واصل الجيش تمركزه في البلدة ومحيطها وسحب 7 جثث عائدة لمسلحين من محيط كسارة العويش عند المدخل الغربي للبلدة وفق «الوكالة الوطنية للإعلام». واطلع قائد الجيش العماد جان قهوجي من قائد اللواء الثامن العميد الركن عبد الكريم هاشم، وقائد الفوج المجوقل المقدم الركن جان نهرا على الأوضاع الميدانية في عرسال وزودهما التوجيهات اللازمة. والتقى وفداً من عائلات العسكريين المفقودين الذين احتجزهم المسلحون وبحث معه في آخر المعلومات والمعطيات المتعلقة بهم، والمعالجات الجارية للإفراج عنهم. وأكد قهوجي أن «قضية العسكريين المفقودين تشكل قضية الجيش الأولى في هذه المرحلة، والقيادة عملت وستعمل بكلّ الوسائل المتاحة لإطلاق سراحهم من دون أي تأخير»، لافتاً إلى أن «الجيش لن يساوم إطلاقا على دماء شهدائه وجرحاه وحرية عسكرييه المفقودين، وهو مستعد للاحتمالات كافة بغية الحفاظ على سلامة العسكريين المفقودين وتحريرهم وعودتهم إلى مؤسستهم وعائلاتهم». ونفّذ أهالي عكار اعتصاماً رمزياً في ساحة حلبا الرئيسية «تأييداً للجيش وتضامناً مع أهالي العسكريين المحتجزين». وتفقّد وفد من نواب كتلة «المستقبل» ضم جمال الجراح وزياد القادري وعاصم عراجي البلدة، واطلع على أوضاعها وقدم التعازي لعائلات الضحايا. وبعد اجتماع الوفد مع رئيس البلدية علي الحجيري وفاعلياتها، أكد الجراح في مؤتمر صحافي أن «الذين سقطوا دفاعا عن القوى الأمنية يثبتون أن عرسال خيارها الدولة كما هو خيارنا، وخيارها الجيش والمؤسسات الأمنية الشرعية». وقال: «كما قال الرئيس سعد الحريري، عرسال تعرضت لمؤامرة خبيثة، وبجهودكم وتضامنكم مع الجيش والدولة ومساعيكم وتضحياتكم، أفشلنا الفتنة وتجاوزنا المحنة وتعاونا مع الجيش في سبيل منع امتداد الفتنة الى كل لبنان كما كان يراد لها». وشكر الجراح لأهالي عرسال مساهمتهم في الإفراج عن العسكريين المحتجزين لدى المسلحين، طالباً منهم «باسم الحريري الاستمرار في هذه المساعي من أجل الإفراج الكامل عن أبنائنا وإخوتنا الذين لا يزالون محتجزين مع المسلحين». وتمنى عليهم «استمرار الترحيب بإخواننا السوريين الذين لا يشكلون خطراً على أمن عرسال، لأنهم مظلومون مثلنا، لكن من ضمن شروط الدولة والمؤسسات وشروط الاستقرار والأمن لعرسال وللمنطقة». وشدد القادري على أن «رسالة الحريري هي أولاً رسالة اعتدال». وقال: «حمّلنا مسؤولية أن نقول إن عرسال لن تكون متروكة بعد اليوم ورسالة مواجهة الإرهاب بكل أشكاله، ولن نوفر أي جهد لنواجه هذا الفكر وهذه الأعمال التي لا تمت الى الدين بصلة، والتي لا علاقة لديننا الإسلامي بها. وما حصل تجب معالجة أسبابه وليس فقط التعاطي مع النتائج، ويجب استخلاص العبر للخلاص من كل أنواع الأمن الذاتي». وطالب القادري الدولة بأن «تعود وتدخل بقوة إلى عرسال من كل الجوانب من خلال سياسة أمنية عسكرية حكيمة لحماية البلدة وحدودنا مع سورية». وإذ لفت الى «أن رئيس الحكومة تمام سلام وعدنا بمتابعة حثيثة لحاجات البلدة»، قال إن «هناك مسائل أثيرت وستتابع مع الجيش والحريري يتابعها شخصياً». وشدد على «ضرورة أن تضبط الحدود في الاتجاهين من لبنان الى سورية ومن سورية إلى لبنان». وأمل عراجي بأن «تنظم الدولة النزوح السوري إلى لبنان بأسرع وقت ممكن». وجزم بأن «أهل عرسال يريدون خيار الدولة وأن ينتشر الجيش في عرسال وعلى الحدود، وإذا كان الجيش لا يملك القدرة العملانية على ذلك، يجب أن نلجأ الى القرار 1701»، مشيرا إلى أننا «ضد أي نازح سوري يحمل قطعة سلاح»». وتمنى عودة المودة والعلاقات الطيبة بين عرسال وجوارها، سواء المسيحي أو الشيعي. وقال الحجيري إنه «منذ بداية الثورة السورية كل المؤمرات تحاك ضد عرسال». ورأى تجمع العلماء المسلمين أن «ما حدث في عرسال كان سيؤدي في ما لو استمر إلى حرب مذهبية خطط لها الداعشيون، لكن التحام الجيش والمقاومة والشعب أدى إلى تفويت الفرصة عليهم». ونعت قيادة الجيش في بيان «العريف سهيل محمد حسن ضناوي، الذي استشهد خلال الاشتباكات التي خاضها الجيش ضد المجموعات الإرهابية في عرسال، وستحدد مراسم التشييع لاحقاً».