تستمر الجهود الرسمية اللبنانية على أكثر من اتجاه من أجل معالجة تبعات المعركة التي جرت في عرسال وترتيب البيت في منطقة البقاع على الصعيدين الأمني والإنمائي، وبناء على توجيهات رئيس مجلس الوزراء اللبناني تمام سلام، أمس، زار الأمين العام ل"الهيئة العليا للإغاثة" اللواء محمد خير، عرسال، على رأس وفد رسمي لتفقد البلدة ومعاينة ومسح الأضرار ووضع البنى التحتية فيها، والوقوف على حاجاتها الإنسانية الملحة، تمهيدا لبدء ورشة الإصلاحات وتأمين المساعدات اللازمة. وأكد خير خلال الجولة أن "أهل عرسال أهلنا، وأتينا في جولة تفقدية لوضع خطة لدفع المساعدات في أسرع وقت". وأوضح أننا "نقوم بكشف أولي وفي خلال 24 ساعة سيرسل قائد الجيش العماد جان قهوجي لجان المسح إلى عرسال". من جهته، لفت رئيس بلدية عرسال علي الحجيري إلى أنه حذر "منذ أكثر من 3 أشهر من أننا فقدنا السيطرة على جرود عرسال وما حصل جرى بأقل خسائر"، مطالبا أجهزة الدولة كافة "بالقيام بواجباتها تجاه البلدة". وأكد: "نريد تحقيق الإنماء لعرسال ولا نريد مزيدا من الحروب". وكانت مصادر في بيت الوسط أفادت بأن الرئيس الأسبق للحكومة اللبنانية سعد الحريري تبرع بمبلغ 15 مليون دولار من حسابه الخاص للمساعدة في إعمار البلدة وأهالي عرسال الذين قام وفد منهم أمس بزيارته وإطلاعه على وضع البلدة. وفيما ترددت معلومات عن أن الجيش اللبناني سينفذ عملية نوعية في بلدة عرسال بحثا عن أحد المطلوبين، مشط فوج المغاوير منطقة مشاريع القاع ودخل مخيمات اللاجئين السوريين بعد ورود معلومات عن وجود مسلحين من "النصرة". واستمرت الاتصالات من قبل هيئة العلماء المسلمين من أجل إعادة العسكريين المحتجزين لدى المسلحين السوريين من "داعش" و"النصرة". من السرايا الحكومية، أكد وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عقب انتهاء الاجتماع الوزاري لبحث مسألة النازحين السوريين أن "كل القرارات متاحة من أجل حماية لبنان، بما فيها إقفال الحدود بين لبنان وسورية". إلى ذلك، ألقت القوى الأمنية في منطقة القماطية القبض على عضو في "النصرة" يدعى محمود محمد الكردي سوري الجنسية. دخل لبنان منذ أشهر تحت صفة نازح، ومطلوب لدى الأجهزة الأمنية، ومتهم في عدة أعمال إرهابية، ومسؤول عن تجنيد عدد من النازحين السوريين في "النصرة".