يواصل وزير العدل الاسكتلندي كيني ماكاسكيل إجراء مشاورات مع الأطراف المعنية بملف لوكربي تمهيداً لاتخاذ قرار في شأن طلب ترحيل الليبي عبدالباسط المقرحي الذي يعاني مرحلة متقدمة من سرطان البروستات، إلى بلاده لقضاء بقية عمره قريباً من أهله. وفي وقت عرض الوزير الاسكتلندي زيارة المقرحي في سجنه في غرينوك، علمت «الحياة» أن الوضع الصحي للمواطن الليبي يشهد تدهوراً سريعاً. ويقضي المقرحي عقوبة السجن مدى الحياة في اسكتلندا بعد إدانته بتفجير طائرة ركاب أميركية عام 1988، ما أدى إلى مقتل 270 شخصاً. لكن المقرحي الذي يتمسك ببراءته، طعن في الحكم وهو ينتظر حالياً قرار هيئة قضائية اسكتلندية في شأن أُسس استئناف حكم الإدانة. وتأخر النظر في الاستئناف حتى أيلول (سبتمبر) المقبل بسبب مرض أحد القضاة. وأفيد بأن وزير الدولة للتعاون الدولي القطري الدكتور خالد بن محمد العطية الذي زار المقرحي قبل أسابيع في سجنه وقابل كبار المسؤولين الاسكتلنديين وعلى رأسهم رئيس الحكومة ألكس سالموند، بعث برسالة عاجلة إلى وزير العدل الاسكتلندي ماكاسكيل لفت فيها إلى أن «الوضع الصحي (للمقرحي) تدهور في شكل كبير» منذ زيارته الأخيرة لاسكتلندا. وأضاف أن أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بصفته الشخصية وبصفته رئيساً للدورة الحالية لجامعة الدول العربية يطلب «مراجعة عاجلة» لظروف اعتقال المقرحي في ظل تدهور صحته. ودعا الوزير القطري الوزير ماكاسكيل إلى ممارسة سلطاته ونقل المقرحي من سجنه «لدواع إنسانية»، موضحاً أن أمير دولة قطر يدعو إلى تأمين «حصول المقرحي على العلاج الطبي الضروري في منزله في اسكتلندا بقرب عائلته» في انتظار نتيجة الاستئناف أو البت في طلب نقله إلى ليبيا بموجب الاتفاق الموقع بين لندن وطرابلس. ومعلوم أن نقل المقرحي إلى ليبيا، بموجب اتفاق نقل السجناء، يشترط أن يكون الحكم الصادر ضده نهائياً، وهو ما ليس متاحاً حالياً كون المقرحي يستأنف حكم إدانته وكون الإدعاء الاسكتلندي يستأنف الحكم الخاص بفترة سجنه قبل السماح بالإفراج عنه. وأجرى وزير العدل الاسكتلندي مشاورات مع ذوي عائلات ضحايا تفجير لوكربي في شأن نقل المقرحي إلى ليبيا. وأفادت وسائل إعلام اسكتلندية أن عائلات الضحايا الأميركيين أبدوا معارضة لنقله من سجنه. وأثار الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قضية المقرحي خلال لقاء مع رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون على هامش قمة الدول الثماني في إيطاليا هذا الشهر.