بعد أيام من تفجير استهدف البعثة الأميركية في بنغازي، عاصمة الشرق الليبي، تبناه بيان باسم جماعة إسلامية، استعرض الإسلاميون مساء الخميس قوتهم في هذه المدينة التي كانت الشرارة التي أطلقت الثورة ضد نظام العقيد الراحل معمر القذافي العام الماضي، إذ تجمع قرابة 500 مسلح أمام مقر محكمة شمال بنغازي للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، في أضخم تحرك من نوعه للإسلاميين عشية انتخابات المؤتمر الوطني العام (المجلس التأسيسي) في 19 حزيران (يونيو) الجاري. وجاء تحرك الإسلاميين على هامش «الملتقى الأول لنصرة الشريعة الإسلامية» الذي يستمر ثلاثة أيام. وكان لافتاً أنهم جاؤوا للتجمع قرب ساحة الحرية في بنغازي مدججين بأسلحة ثقيلة. وهم رفعوا على سيارات رباعية الدفع رايات سوداء كتب عليها «لا إله إلا الله، محمد رسول الله». وذكرت وكالة الأنباء الصينية سينخوا، أنه يشارك في الملتقى، بحسب مؤسسة «الراية» للإعلام، «المؤسسة الاسلامية للدعوة والإصلاح»، والهيئة العليا لحماية ثورة 17 فبراير، ولواء درع ليبيا، وكتيبة شهداء ليبيا الحرة، وكتيبة الفاروق من مصراتة، وكتيبة ثوار سرت، وكتيبة شهداء الخليج النوفلية، كما تشارك كتيبة أنصار الحرية، وكتيبة أنصار الشريعة، وكتيبة أبي عبيدة بن الجراح، وكتيبة شهداء القوارشة، وكتيبة الشهيد محمد الحامي، وكتيبة الجبل، وكتيبة النور، وكتيبة شهداء بوسليم، وسرايا راف الله السحاتي، وكتيبة شهداء بنغازي، وجهاز الأمن الوقائي، وكتيبة الشهيد صالح النص. وألقى عدد من المجتمعين في خيمة نصبوها في موقع التجمع خطباً تدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية كما وردت في القرآن الكريم، مطالبين بأن يكون دستور البلاد مستنبَطاً من الشريعة، وليس العكس. في المقابل، تجمع عدد من الناشطين السياسيين أمام منصة ساحة التحرير، مطالبين جماعة «أنصار الشريعة» بمغادرة المكان بأسلحتهم. وبعدما انسحب أنصار الشريعة من المكان، ذكرت شينخوا أن الناشطين رفعوا علم الاستقلال هاتفين: «جونا تمام... عدوا لباكستان» و «ليبيا واحدة... لا لفرض الأفكار المتشددة... ارحلوا ليبيا ليست أفغانستان». في غضون ذلك (أ ب) أعلن الاتحاد الأوروبي انه سيرسل فريقاً من المراقبين لمراقبة الانتخابات التشريعية الليبية المقبلة والتي ستكون الأولى في البلاد منذ 45 عاماً. وأوضح بيان للاتحاد أمس الجمعة، أن الفريق سيقوده النائب الألماني الكسندر غراف لامبسدروف. وقد وصل بالفعل فريق استطلاعي أوروبي قبل الانتخابات المتوقعة للمؤتمر الوطني العام (المجلس التأسيسي المؤلف من 200 مقعد) في 19 حزيران (يونيو) الجاري. وسيؤلف المؤتمر لجنة لصوغ الدستور الليبي الجديد ويختار الحكومة المقبلة. وقال الاتحاد الأوروبي إن الانتخابات المقبلة تمثّل خطوة مهمة في التحوّل نحو الديموقراطية بعد إطاحة نظام معمر القذافي الذي حكم ليبيا حكماً ديكتاتورياً طوال 42 عاماً وقُتل في الثورة ضد نظامه العام الماضي. ولمح بعض المسؤولين الليبيين في الفترة الماضية إلى احتمال إرجاء موعد الانتخابات نتيجة الأوضاع الأمنية غير المستقرة في العاصمة طرابلس ومدن أخرى. وفي تونس (ا ف ب)، أعرب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الخميس عن «معارضته المبدئية» لترحيل رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحموي المسجون في تونس وتطالب به طرابلس، وذلك بالرغم من اتفاق بهذا الشأن بين البلدين. وقال المرزوقي في مقابلة مع محطة التلفزيون التونسية الخاصة حنيبعل: «ما زلت اعارض الترحيل، انه موقف مبدئي، لا يمكن أن أوقّع الترحيل بحق شخص قد يتعرض للتعذيب أو القتل». واضاف: «مازلت اتعرض للضغوط منذ اربعة اشهر حول هذا الملف، ولكن أنا اعارض الترحيل في الظروف الراهنة». وأوضح: «قلت مرات عدة لأشقائنا الليبيين إن لهم الحق بالمطالبة بترحيل المحمودي كما لنا الحق بالمطالبة بترحيل بن علي (الرئيس التونسي المخلوع اللاجئ الى السعودية). ولكن صراحة، اذا تم ترحيل المحمودي أفضّل أن يسلَّم الى حكومة منتخبة من قبل الشعب الليبي».