تعيش الفنانة المصرية رانيا محمود ياسين حالة من النشاط الفني هذا العام، إذ تستعد لماراثون دراما رمضان ب 3 مسلسلات، أبرزها – كما تقول – مسلسل «أم الصابرين» الذي يتناول سيرة حياة القيادية الإخوانية السيدة زينب الغزالي من ولادتها وزواجها وعملها بالدعوة وقيادتها للأخوات المسلمات وسجنها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر إلى وفاتها عام 2005. عن المسلسل تقول رانيا: «عرض علي في البداية دور هدى شعراوي - إحدى دعاة حرية وتحرر المرأة - في المسلسل على أن تؤدي الفنانة آثار الحكيم دور السيدة زينب الغزالي، لكن آثار قالت إنها ملتزمة بقرار الاعتزال الذي اتخذته من قبل، فآل اليّ الدور بعدما جلست مع مخرج العمل أحمد اسماعيل والمؤلف أحمد عاشور، إذ اعتبرني المخرج الأقرب للشخصية من حيث التعبير بالأيدي والصوت الأجش والحماسة والإيقاع في الحوار. ومنذ اختياري وأنا لا أفعل شيئاً الا التفكير في زينب الغزالي. قرأت بعض كتبها مثل «أيام من حياتي» و«نحو بعث جديد» وكتاب كانت أمدت مؤلفه بالمعلومات هو «هموم المرأة المسلمة»، كما شاهدت فيديوات لها على «يوتيوب» ومقابلات معها. وسيتناول المسلسل حياتها من ميلادها عام 1918 حتى وفاتها في 2005، وعلاقتها بهدى شعراوي وتأسيسها لجمعية السيدات المسلمات وفترة اعتقالها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وسبل تعذيبها، والإفراج عنها في عهد الرئيس أنور السادات، كما سيسلط المسلسل الضوء على شخصيات تأثرت بها وأثرت فيها مثل مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا، وأول رئيس مصري اللواء محمد نجيب، والأديب طه حسين». تضيف رانيا: «أختلف مع السيدة زينب الغزالي في بعض الأمور لكنها حتماً قدوة ونموذج وداعية مستنيرة وصاحبة دور مؤثر في الدعوة، ولهذا يسعدني تقديم هذه الشخصية في عمل درامي، ويبقى للمشاهد الحكم، وهل هو متوافق مع ما نقدمه أم لا، أو مدى قرب المسلسل من قناعاته. فإذا كنا نقدم نموذجاً إخوانياً فهناك أيديولوجيات مختلفة، فهناك الناصري والقومي والليبرالي والعلماني واليساري وغيره لكن المهم هو تقديم نموذج جيد، ولن نقدمها كملاك بل كنموذج يقتدى به». فهل كان لمسلسل «أم الصابرين» أن يظهر لولا صعود التيارات الإسلامية لسدة الحكم وعلى رأسها «الإخوان»؟ تجيب: «ما أتاح ظهور المسلسل هو الثورة، حتى لو لم تصعد التيارات الإسلامية لقدمنا أعمالاً دينية وسيراً ذاتية كما نشاء لأننا قبل الثورة كنا نعيش في ظل نظام يبتعد من كل قيمة جيدة ويحاربها ويعمل على تغييب العقول بدليل انعدام إنتاج الأعمال الدينية في الفترة الأخيرة وكذلك الأعمال التاريخية. ثم ان مسلسلاً مهماً مثل «مشرفة... عالم من هذا الزمان» بُثّ في قنوات قليلة غير معروفة وفي وقت ميت، (عرض في الفجر) ولم يحصل على المشاهدة المستحقة له». وتستدرك: «مخطئ من قال إن المسلسل يغازل الإخوان، فأي من التيارات الإسلامية لم يتدخل في المسلسل ولم يدعمه بأي شكل، وسيظهر إذا كان المسلسل مغازلة للإخوان أم لا من خلال المشاهدة، لأن النظم تذهب وتأتي نظم أخرى فإذا ما غازلنا نظاماً فماذا سنفعل بعد أن يحل محله آخر». وتتحدث رانيا عن دوريها في مسلسل «الهروب» و«حافة الغضب»، وتقول: «أجسد في مسلسل «الهروب» دور سلفية معتدلة تتميز بخفة الدم مع زوجها وأولادها. أما في مسلسل «حافة الغضب» فأقدم دور طبيبة تسعى إلى الزواج من رجل كبير في السن (حسين فهمي) بعدما ذاقت الأمرين من تجربتي زواج فاشلتين». وتشير رانيا الى أنها اختفت فترة عن الساحة الفنية رعاية لأولادها الصغار لكنها تعود الآن بقوة لإثبات موهبتها، لافتة الى أن بيتها يشبه المعسكر هذه الأيام لأن زوجها الفنان محمد رياض يؤدي دور الإمام الغزالي. وتوضح أنه لم يكن هناك تنسيق بينهما في اختيار عملين دينيين إنما كان الأمر محض مصادفة، «فمسلسل الإمام الغزالي مشروع قديم يحضر له زوجي منذ سنوات، ثم انني معتادة على الأعمال الدينية التي قدمها زوجي ووالدي، ولا اخفي أن والدتي الفنانة شهيرة نصحتني بقراءة الدور جيداً والتحضير له من دون كلل».