توصلت دراسة استطلاعية حديثة صدرت أخيراً عن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، إلى أن الإعلام المرئي لا يزال يحظى بمتابعة أكبر من الإعلام الإلكتروني على مستوى المجتمع السعودي، وأن أفراد المجتمع يحرصون على اتخاذ الإعلام العربي مصدراً أولياً للمعلومات، فيما اعتبر أكثر من 50 في المئة من عينة الدراسة أن حرية الإعلام الإلكتروني تعزز التعصّب الفكري أكثر من الوسائل الإعلامية الأخرى. ورصدت الدراسة التي حملت عنوان: «واقع الإعلام وسبل تطويره من وجهة نظر المجتمع السعودي»، مستوى الاهتمام والمتابعة لمختلف وسائل الإعلام من أفراد المجتمع السعودي، وذلك من خلال الاعتماد على توزيع استبانات ورقية وإلكترونية شملت مناطق المملكة. وأوضحت الدراسة أن 50 في المئة من عينة الدراسة يرون أن محتوى وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة، يأتي مواكباً للأحداث والتطورات العالمية، من خلال ما تقدّمه للجمهور، ويرى 33 في المئة من أفراد عينة الدراسة أن محتوى برامج الإعلام المحلي المرئي والمسموع يجاري محتوى برامج الإعلام في القنوات الفضائية الأخرى. وعلى رغم أن الدراسة خرجت بأن حرية الإعلام الإلكتروني تعزز التعصّب الفكري أكثر من الوسائل الإعلامية الأخرى، إلا أنها أوضحت في الوقت ذاته أن 62 في المئة من عينة الدراسة تحرص على متابعة الصحف الإلكترونية أكثر من الصحف المطبوعة. وعلى مستوى نوعية البرامج التي يحرص المجتمع السعودي على متابعتها، تتصدر البرامج الدينية الترتيب لجهة نسبة المتابعة، تليها البرامج الثقافية ثم الاجتماعية ثم الرياضية، وتأتي البرامج التجارية في ذيل القائمة، وتحضر هذه الاهتمامات في الوقت الذي تشكّل فيه الفئة العمرية بين 15 و31 عاماً النسبة الأكبر على مستوى المشاركة في الدراسة، فيما لم تتجاوز نسبة مشاركة الفئة العمرية بين 32 و40 عاماً 17 في المئة، أما من تجاوزوا 40 عاماً فيمثّلون نسبة 16 في المئة من عينة الدراسة. وفي ما يتعلق بالمتابعة بحسب الوسيلة الإعلامية، بيّنت الدراسة أن الإعلام المرئي (التلفزيون والشاشات الإعلانية) يأتي في المرتبة الأولى، يليه الإعلام الإلكتروني (الإنترنت ووسائل الاتصال الحديثة)، ثم الإعلام المطبوع، وأخيراً الإعلام المسموع في المرتبة الرابعة. وحول الإعلام المحلي المطبوع، يعتقد 57 في المئة من عينة الدراسة أن الإعلام المحلي المطبوع يطرح القضايا الاجتماعية بفعالية أكثر من الإعلام المحلي المرئي، كما يرى 62 في المئة أن الإعلام السعودي المطبوع له دور بارز في تعزيز ثقافة الحوار داخل المجتمع، واعتبر أكثر من نصف العينة أن التوجّه الفكري للكتَّاب في الصحف المحلية يؤثر في صياغة القضايا المطروحة فيها وفي عناوينها ومحتواها، وأن وجهة نظر كتّاب المقالات تؤثر في مستوى التفاعل مع الأحداث والقضايا المحلية.